تكون كثيرة ردود الأفعال حول أي قضية تخص المرأة، من منطق عشوائي من المجتمع بشكل أو بآخر، ودون موضوعية.. جدال بلا نهاية مصدره سطوة العرف أو العادات والتقاليد. وتصبح هذه السطوة أقوى من تسامح الدين، والغريب تسامح المجتمع في حالات تناقض قناعاته. لماذا لم يتم طرح عمل المرأة مجرد طرح مضيفة جوية بالرحلات الداخلية؟

إن حالة فوبيا المرأة في مجتمعنا تلغي مجرد التفكير، أليس في هذا العمل فتح آفاق أخرى لعمل المرأة؟ فهناك فئات بالمجتمع لا مانع لديها، وأكبر دليل هذه الأعداد من المبتعثات للخارج للدراسة.

إن الأمر مجرد طرح فكرة لجس نبض ردود فعل المجتمع، ما معنى الموافقة غير المعلنة أو بالأحرى أنها لا تطرح كقياس في حالة رفض عمل المرأة؟

ومع تقديري لكل مهنة فإن المجتمع يغفل متعمدا أي طرح غير مألوف دون قياس، وهناك اتفاق غير معلن بالتغاضي عنها.

إن طرحا جادا لعمل المرأة السعودية مضيفة جوية في نطاق محلي برحلات قصيرة مدعومة برعاية راشدة وبتنظيم محكم لأمر يستحق البحث.

الذي اعترض على عمل المرأة في المراكز التجارية لم يقس على ذلك عملها خارج حدودها بتجمعات نسوية خارج البلاد لإحياء الأفراح، ويبقى الأمر مجرد تساؤل وقابل للبحث على ألا يضع أحد نفسه في مكان الآخر ليفكر بالنيابة عنه.

عندما ضاقت الحلقة واستحكمت وجدت "الطقاقات" مثلا مخرجا بفتوى أن الدف حلال وهكذا كان "الطق إسلامي"، ولأنه "أكل عيش" تأقلم الجميع مع الحالة مع تقديري واحترامي لكل مهنة.

نحن نعيش حالة نفاق المجتمع، فعند الأفراح يتم التفاوض بآلاف مع أي واحدة لإحياء الحفل أو إعلان الزواج بالدفوف، ولو أجريت حديثا في المجتمع عن هذه المهنة، لأنكر الجميع عليهن هذه المهن! وهنا يظهر تناقضنا.