قفز "صندوق الوفاء" للرياضيين إلى الأذهان من جديد مع خضوع القائد السابق للمنتخب السعودي الكروي الأول وفريق الهلال، صالح النعمية، لجراحة ناجحة أخيراً بعد إصابته بانزلاق غضروفي في ظهره أثناء استحمامه أدى إلى تهشم في الفقرتين الرابعة والخامسة، وميلان شديد في الفقرتين الثانية والثالثة وآلام حادة وخدور في القدمين.

ويتساءل الرياضيون عن غياب دور هذا الصندوق الخيري الذي أقره وفي بادرة إنسانية، الأمير نواف بن فيصل خلال فترة ترؤسه السابقة للاتحاد السعودي لكرة القدم ودعمه بتبرعه بمبلغ مليون ريال عند الإعلان عنه، بجانب مداخيله الأخرى مثل الغرامات المادية المفروضة على الرياضيين، بهدف تقديم العون للاعبين والحكام والإداريين ممن خدموا كرة القدم السعودية بالمساهمة في قضاء حوائجهم وتلبية متطلباتهم الأسرية الصعبة عبر صندوق الوفاء.

وأعادت حالة النعيمة ذكرى نجوم سعوديين كثر عانوا من متاعب صحية مختلفة بعيداً عن مشاركاتهم مع أنديتهم ومنتخباتهم الكروية، زادت من أعباء حياتهم اليومية سعياً لتأمين قوت عيشهم ومن يعيلون، حتى إن المرض لم يمهل بعضهم كثيراً لينتقلوا إلى رحمة الله، فيما بقي آخرون يعانون مادياً ومعنوياً وسط صمت مطبق من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب واتحاد القدم.

ويعد قائد النصر الراحل سعد الجوهر، أبرز النجوم الكرويين الذين عانوا صحياً بعيداً عن المستطيل الأخضر عندما استؤصلت ساقه اليمنى أواخر عام 1422هـ بسبب "الغرغرينا" قبل أن تبتر ساقه اليسرى في العام الذي يليه، وأصيب - يرحمه الله - إبان إقامته بالمستشفى بفشل كلوي جراء داء السكري الذي عانى منه كثيراً وظل لفترة طويلة أسيراً للسرير الأبيض وتنقل خلالها بين المستشفى العسكري ومستشفى الأمير سلمان بالرياض.

وابتعد حارس مرمى المنتخب والنصر السابق، سالم مروان ـ شافاه الله ـ عن الملاعب قسراً في آخر أيامه الكروية، إثر إصابته بشلل نتيجة لحادث مروري تعرض له قبل أكثر من عشر سنوات أثناء عودته من مكة المكرمة بعد أداء مناسك العمرة، وكان يرافقه لاعب النصر لكرة اليد محمد بشير، حيث انفجر الإطار الأمامي لسيارته فأصيب بشلل رباعي ومكث في مستشفى العزل بالطائف أكثر من عشر سنوات وهو حالياً يتلقى العلاج في مستشفى النقاهة بالرياض.

ويعاني قائد الهلال في الستينات الميلادية، سلطان مناحي، من فشل كلوي وخضع لعملية قسطرة في الكلى بجانب ست عمليات غسيل للكلى في أقل من أربعة أيام، وقبل سنوات أصيب بجلطة في الرأس خضع خلالها للعلاج بالمستشفى التخصصي ثم استكمل علاجه التأهيلي بمدينة الأمير سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية وهجر على إثرها الوسط الرياضي.

وقضى المرض الخبيث على لاعب الوحدة السابق سعيد لبان - يرحمه الله - بعد أن فتك بإحدى كليتيه في البداية وتم استئصالها قبل أن ينتشر في كامل جسمه حتى وافته المنية، كما تعرض مدافع فريق الوحدة والدولي السابق، لطفي لبان، لشلل في الجانب الأيسر مع ثقل في النطق إثر إصابته بجلطة مفاجئة في الدماغ، كما تعرض لاعب الأهلي والدولي السابق، فيصل عتيق - يرحمه الله - لمرض غامض أقعده عن الحركة في آخر أيامه.

وعانى مهاجم الهلال السابق مبارك العبدالكريم، من خمول في جسده وضيق في التنفس بسبب ضعف في عضلة القلب مما أدى إلى ارتفاع في ضغط الدم، وكان، بحسب قوله، يعتقد أن ذلك يعود لإصابته بمرض السكري الذي يعاني منه منذ عشر سنوات بيد أن الأطباء بعد إجرائهم التحاليل اللازمة والأشعة وتخطيط القلب أشاروا إلى معاناته من ضعف في عضلة القلب فقط، وتعرض بعدها إلى عدة جلطات في الدماغ، إضافة إلى عدم وصول الدم بشكل سليم إلى الشرايين مما عطل القدم اليسرى لديه.

وأبعدت متاعب في القلب الدولي الهلالي، خالد الرشيد، عن الملاعب الكروية في سن مبكرة، وأجرى اللاعب على إثرها عملية جراحية على يد البروفيسور العربي مجدي يعقوب بلندن إبان إشراف المدرب البرتغالي آرثر جورج على الفريق، كما أصيب مدافع الهلال في الستينات الهجرية، سالم إسماعيل ـ شفاه الله ـ بجلطة دماغية أدت إلى إصابته بالشلل النصفي، ويتلقى حالياً لاعب النصر صالح اليحي ـ شفاه الله ـ العلاج في الولايات المتحدة الأميركية بعد إصابته بمرض في الكبد.