أشاد خادم الحرمين الشريفين بحفاظ المجتمع السعودي على قيم الدين الحنيف والتفافه حول قيادته وحرصه على وحدة الوطن. مشيرا إلى أن "الحوار الوطني كان له دور كبير في تعزيز هذا الانتماء والتقريب بين وجهات النظر".

ووجه الملك عبدالله لدى تسلمه التقرير السنوي لأنشطة مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني لعام 1433 في مقر إقامته بمكة المكرمة التي وصلها أول من أمس لقضاء ما تبقى من شهر رمضان إلى جانب البيت العتيق، واستعدادا لترؤس قمة التضامن الإسلامي التي ستعقد الثلاثاء والأربعاء المقبلين، بـ"الابتعاد عن التصنيفات المذهبية والفكرية والمناطقية، وعن استخدام لغة التصنيف والإقصاء".

وفيما تبرع خادم الحرمين، لمسلمي ميانمار بـ50 مليون دولار، تشهد جدة اعتبارا من اليوم، اجتماعات سياسية مكثفة للمجموعتين الخليجية والعربية استعدادا لقمة مكة. ويعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي مساء اليوم اجتماعا وصفته مصادر تحدثت لـ"الوطن" بالتنسيقي، فيما سيكون هناك اجتماع آخر وصف بـ"الطارئ" لوزراء الخارجية العرب.




وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أعضاء اللجنة الرئاسية لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بالاستمرار على ما من شأنه أن يوحد المجتمع والرؤى، والابتعاد عن التصنيفات المذهبية والفكرية والمناطقية، قائلاً "إن من أبرز ما يميز المجتمع السعودي هو حفاظه على قيم الدين الحنيف والتفافه حول قيادته وحرصه على وحدة الوطن، وهو حرص أثبتته الأيام والأعوام الماضية، وفي جميع الظروف التي مرت بها البلاد، وإن الحوار الوطني كان له دور كبير في تعزيز هذا الانتماء والتقريب بين وجهات النظر".

جاء ذلك، بعد تسلمه أمس التقرير السنوي لأنشطة مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني لعام 14433 / 2012 والذي تضمن عرضاً شاملاً لما قام به المركز من لقاءات وطنية وتحضيرية وورش عمل ودورات تدريبية وندوات فكرية.

وتشرف بتسليم التقرير أعضاء اللجنة الرئاسية لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الدكتور عبدالله نصيف والدكتور راشد الشريف والدكتور عبدالله العبيد ومستشار خادم الحرمين الشريفين الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني فيصل بن معمر ونائب الأمين العام الدكتور فهد السلطان.

وأكد خادم الحرمين الشريفين على أهمية الحوار في ترسيخ وتعزيز الوحدة الوطنية وتحقيق التوافق والائتلاف بين أبناء المجتمع الواحد، موجهاً بالاستمرار على هذا النهج وعلى كل ما من شأنه أن يوحد المجتمع والرؤى، والابتعاد عن التصنيفات المذهبية والفكرية والمناطقية، وعن استخدام لغة التصنيف والإقصاء، التي لا تليق بمجتمع نشأ على تعاليم وقيم الإسلام السمحة.

إلى ذلك، شكر خادم الحرمين الشريفين، الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد مستشار خادم الحرمين رئيس لجنة الدعوة في إفريقيا وأعضاء اللجنة على جهودهم لرفع شأن العقيدة الإسلامية السمحة في أفريقيا، قائلا :إخواني أشكركم على ما قمتم به في القارة الإفريقية من جهود جبارة تدل على رغبتكم الأكيدة لرفع شأن العقيدة الإسلامية السمحة التي هي مطلب كل مسلم، ولا يخفى علينا ما تعملون وتبذلون في خدمة الإسلام والمسلمين، ولهذا أشكركم وأشكر أعمالكم وأتمنى لكم التوفيق وأخبركم بأن الوعد الذي أنا قطعته على نفسي فإني إن شاء الله سأنفذه هذه السنة وشكراً لكم".

جاء ذلك لدى استقبال الملك عبدالله، للأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد مستشار خادم الحرمين الشريفين رئيس لجنة الدعوة في إفريقيا وأعضاء اللجنة يرافقهم 43 داعية يمثلون 40 بلداً إفريقياً يشاركون في الملتقى الـ11 للجنة الدعوة في إفريقيا.

كما استقبل خادم الحرمين في قصر الصفا مغرب أمس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس ونائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الشيخ الدكتور محمد الخزيم وأئمة المسجد الحرام، وأعضاء اللجنة الرئاسية لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني.

واستقبل الملك عبدالله بن عبدالعزيز وزير الثقافة والإعلام رئيس الجمعية العمومية الرمزية لمؤسسة مكة المكرمة للنشر والطباعة الدكتور عبدالعزيز خوجة وأعضاء الجمعية العمومية للمؤسسة، ووزير الحج الدكتور بندر حجار ومسؤولي وزارة الحج ورؤساء المؤسسات الأهلية لأرباب الطوافة والأدلاء والوكلاء والنقابة العامة للسيارات.

وخلال الاستقبال ألقى أمين عام اتحاد علماء إفريقيا الدكتور سعيد سيلا كلمة قال فيها "المسلمون في أنحاء المعمورة ينظرون بعين الإجلال والتقدير إلى مبادرتكم ودعوتكم الكريمة لملوك ورؤساء وقادة الدول الإسلامية لعقد قمة التضامن الإسلامي جوار بيت الله الحرام والوقوف أمام التحديات التي تمر بها الأمة الإسلامية في هذا المنعطف الخطير من تاريخها؛ فالله نسأل أن يوفقكم ويسدد رأيكم لما فيه رفعة الأمة وعزها وتمكينها؛ وهذه المبادرة منكم سطر جديد في سجلكم الحافل في خدمة قضايا الأمة الإسلامية ودليل على ما تحملون من هم القائد العظيم".

إثر ذلك ألقى وزير الحج الدكتور بندر حجار كلمة رفع في مستهلها التهنئة لخادم الحرمين بمناسبة حلول العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، كما رفع باسمه ونيابة عن مسؤولي وزارة الحج والمؤسسات للملك المفدى الشكر والامتنان لإتاحته الفرصة لهم للسلام عليه والاستماع إلى توجيهاته السديدة للاسترشاد بها فيما يتعلق بخدمات ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين الذين هم في مركز اهتمام الملك عبدالله، وأوضح أن عدد المعتمرين القادمين من خارج المملكة بلغ نحو 6 ملايين معتمر في موسم هذا العام.

حضر الاستقبال صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ومستشار خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالإله بن عبدالعزيز، والأمير فيصل بن محمد بن سعود الكبير، والمستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز وأصحاب السمو الملكي الأمراء وكبار المسؤولين، وقد تناول الجميع طعام الإفطار على مائدة خادم الحرمين الشريفين.

ثم قدم رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكة المكرمة للنشر والتوزيع صالح كامل وأعضاء المجلس لخادم الحرمين الشريفين العدد الأول من جريدة مكة المكرمة التي ستصدرها المؤسسة بعد أن توقفت جريدة الندوة عن الصدور، ويبلغ رأس مالها 150 مليون ريال.

واستمع خادم الحرمين الشريفين بحضور وزير الثقافة والإعلام إلى شرح عن خطوات المؤسسة التطويرية في ظل دعم ورعاية حكومة خادم الحرمين الشريفين للصحافة السعودية.

وقد تمنى خادم الحرمين لهذه المؤسسة الصحفية الجديدة التوفيق والنجاح في رسالتها الإعلامية.

عقب ذلك تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هدية تذكارية من صاحب السمو الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد مستشار خادم الحرمين الشريفين رئيس لجنة الدعوة في إفريقيا.

وكان الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد وصل فجر أول من أمس إلى مكة المكرمة قادماً من جدة لقضاء ما تبقى من شهر رمضان المبارك بجوار بيت الله الحرام.

وكان في استقباله لدى وصوله إلى قصر الصفا، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، والأمير فيصل بن تركي بن عبدالله، وأمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، وصاحب السمو الملكي الأمير ممدوح بن عبدالعزيز، ورئيس الاستخبارات العامة والأمين العام لمجس الأمن الوطني الأمير بندر بن سلطان، ورئيس ديوان ولي العهد المستشار الخاص لسموه الأمير سعود بن نايف، والأمير بندر بن خالد الفيصل، والأمير خالد بن بندر بن سلطان، والمستشار الخاص لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، الأمير محمد بن سلمان، والأمير بندر بن سلمان.

من جهة أخرى، وجه خادم الحرمين الشريفين بتقديم مساعدة بمبلغ 50 مليون دولار لمواطني الروهنيغيا المسلمين في ميانمار "بورما" الذين يتعرضون للعديد من انتهاكات حقوق الإنسان بما فيها التطهير العرقي والقتل والاغتصاب والتشريد القسري.

وجاء التوجيه الكريم بتقديم هذه المساعدة لمسلمي الروهنيغيا استجابة لحاجة المسلمين هناك وتخفيفاً للمعاناة التي يعيشونها لما يواجهونه جراء ذلك.

إلى ذلك، بعث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، برقيتي تهنئة لرئيس جمهورية تشاد الرئيس الفريق الركن الطيار إدريس ديبي إتنو، بمناسبة ذكرى اليوم الوطني لبلاده، أعربا فيهما عن أصدق التهاني، وأطيب التمنيات بالصحة والسعادة له، ولشعب تشاد الشقيق اطراد التقدم والازدهار.