حتى زمن قريب، كان الهلالي والنصراوي والأهلاوي والاتحادي وغيرهم، يعشق الشباب ويستمتع بأدائه السلس، حتى وهو يواجه فرقهم في أي من البطولات والمنافسات، لكن الحال انقلب الآن، ولم يعد أي من هؤلاء إلى جانب الشباب، خاصة بعد الطريقة التجارية التي ظل ينتهجها مدرب الفريق الحالي ميشيل برودوم، وبحثه عن الانتصارات بعيدا عن الأداء والمستوى. هذا التحول التكتيكي في الليث وأسباب أخرى كثيرة، كان كفيلا بتحويل دفة الإعجاب من المرتبة الثانية، ناحية فريق آخر هو الفتح، الذي أجبر الجميع خلال الفترة الحالية على تقديره والتصفيق له في أي مباراة يخوضها.
الكل توقع أن يكون تربع الفتح على صدارة قائمة فرق دوري المحترفين، مجرد بالون ضخم لافت للأنظار يزين مناسبة ما سينفجر فور نهايتها، ليس تقليلا من شأنه أو رجالاته، الذين يقفون خلفه، وإنما وقوفا على إمكانات الفريق والنادي بصفة عامة، مقارنة ببقية الأندية المصنفة من العيار الثقيل ماديا وفنيا وجماهيريا وتاريخيا، لكن الفتح رفض الاستسلام للتاريخ وللجغرافيا أيضا، وسطر أجمل الحروف والكلمات في مختلف الملاعب، مقدما أنموذجا جديدا في فن الإدارة والتخطيط السليم.
إن سئل كثيرون عن أمانيهم للمرحلة المقبلة، لقالوا إنهم يتمنون أن يواصل الفتح مسيرته بنجاح حتى يتوج بطلا للدوري، خاصة وأن لقب الدوري ولسنوات، ظل ينحصر بين فريقين إلى ثلاث فرق.
لكن الأماني وحدها لا تكفي، وإنما التفاف رجال المنطقة حول النادي وإدارته ولاعبيه، هو من سيقود الفريق إلى حيث يريدون، والوقت يبدو مناسبا لدعم الفتح بقوة، حتى لا يبتسم من ينتظر سقوطه، ويخيب أمل من أحسنوا الظن فيه.