- لا صوت يعلو في إعلامنا الرياضي على ما حدث في برنامج (كورة) قبل يومين بين مقدم البرنامج، الإعلامي الرياضي المميز تركي العجمة وأحد ضيوفه بعد أن ترك الضيف اللقاء على الهواء وخرج اعتراضاً على الأسلوب (التطفيشي) الذي مارسه (العجمة) مع الضيف حين أثار قضية عنوان صحيفة رياضية عن مباراة الفتح والهلال.

- لن أتحدث في هذا المقال من زاوية تخلي (تركي) عن دوره كـ(مقدم) وتحوله إلى مدافع عن الهلال ومتحدث (غير رسمي) باسمه بكل تلك الحدة والهجوم الشرس ضد وسيلة إعلامية شقيقة. فذلك أمرٌ (قد) نتفهمه وقد يوجد من يتقبله ويبرر له على اعتبار أنه لا يوجد أحد يمثل النادي في تلك الحلقة وهو قام بهذا الدور.

- ولن أحاصر (العجمة) بمقولته الشهيرة التي يكررها دائماً وأبداً: (أنا هنا أسأل ولا يمكن أن أقدم رأياً) وأقول له: لماذا قلت رأيك في هذه القضية تحديداً يا (تركي) دون سواها؟ لن أفعل ذلك أيضاً مع أن البعض قد يرى بأنه سؤال منطقي يكشف تناقضاً حقيقياً.

- ولن أتساءل عن سر اتجاه بوصلة البرنامج إلى اللون الأزرق في الفترة الأخيرة لدرجة أنه بعد مباراة الاتحاد والهلال تم تناسي أن النجم أحمد الفريدي في مهمة وطنية لتمثيل المنتخب السعودي في بطولة غرب آسيا، وقام البرنامج بالزج به في أحداث (الكلاسيكو) بطريقة (متضخمة) بالميول استغربها الجميع، مع أن مثل هذا التساؤل قد يكون له مبرراته من وجهة نظري الشخصية.

- ولن أتحدث عن الموضوع من وجهة نظر إعلامية بحتة تستنكر (خنق) الآراء وعدم احترام حرية الكلمة وعدم تقدير ثقافة الاختلاف ومحاولة فرض وجهة نظر واحدة على الضيف بطريقة (إن لم تكن معي فأنت ضدي)، لن أتحدث عن ذلك كله مع أنه (لب) القضية وأساسها.

- سأترك ذلك كله وأتحدث عن أمرٍ أكبر وأفدح وأخطر وأعظم، ألا وهو عدم تقدير الضيف وهضمه حقه!.

- لا أتكلم عن عدم إكرام الضيف فقط، فالأمر تعدى ذلك إلى التلميح الذي يقترب من التصريح بطرده من قبل المستضيف!.

- الضيف في أي برنامج هو ضيف القناة وضيف البرنامج وضيف المقدم، ويجب على المستضيفين حمايته من كل ما يمسه من خارج القناة فكيف إذا جاء هضم حقه ممن قام باستضافته؟.

- إنه ضيف البرنامج يا (تركي) وما يسيء له يسيء لكم، ولم تسمع العرب من قبل بمن طرد ضيفه، بل كانوا يتبارون في التفاخر بإكرامه بكل الوسائل، لدرجة أن حاتم الطائي أشهر كرماء العرب قال مفاخراً بأنه عبدٌ لضيفه ما دام مقيماً عنده حيث قال:

(وإني لعبد الضيف ما دام ثاوياً

وما في إلا تلك من شيمة العبدِ).

- لقد كان انتصاراً للذات يا (تركي) ولكنه كان هزيمةً للمُثل الجميلة والمعاني النبيلة وخسرت به أكثر مما كسبت.

- أقول هذا الكلام بلغة المحب الذي كان دائم الإعجاب بما تطرح - حتى وإن كانت لديه بعض الملاحظات التي قد يكون محقاً فيها وقد يكون غير ذلك - ولكنه رآها (كبيرة) منك بحق ضيفك.