وصف أمير منطقة مكة المكرمة، رئيس اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ الأمير خالد الفيصل، رعاية خادم الحرمين الشريفين للسوق الذي سينطلق في 24 شوال المقبل بأنها "امتداد لرعايته للمحافل العلمية والفكرية والأدبية والتراثية، انطلاقاً من إيمانه العميق بأهمية بناء الإنسان المؤمن القوي، القادر على الرقي بوطنه بين الدول، وتحقيق مجده وعظمته بين الأمم والشعوب".
وقال: "إن التاريخ يسجل لخادم الحرمين الشريفين مبادرات عظيمة وشجاعة في جميع المجالات، كما يسجله ملكاً بانياً للإنسان، وداعيا للحوار بين أتباع الحضارات والمذاهب والأديان، وراعياً للعلم والعلماء، والثقافة والمثقفين، والأدب والأدباء، والفكر والمفكرين، إلى جانب عنايته بتراثنا الوطني وتشجيعه للمحافظين عليه".
وأشار الفيصل إلى أن ما ناله سوق عكاظ في السنوات الماضية من دعم وتشجيع كبيرين من خادم الحرمين الشريفين ساعد على انتقاله من أفكار على ورق إلى حقيقة ملموسة تتطور عاماً بعد آخر على أرض الواقع، بتضافر جهود الوزارات والهيئات والمؤسسات المشاركة في إعداده وتنظيمه، وحرص الأدباء والمثقفين والمفكرين على المشاركة في فعالياته والتنافس على جوائزه، وتوافد المواطنين والمقيمين على ارتياده والاطلاع من نافذته المفتوحة على آفاق الماضي والحاضر والمستقبل الرحبة.
وشدد أمير منطقة مكة، على أن عناية إمارة المنطقة واهتمامها بسوق عكاظ لا ينطلق من حرصها على إحياء المكان (وإنما إعادة الاعتبار إلى مكانته الفكرية والثقافية والإنسانية والاقتصادية، والانطلاق منها إلى بناء مشروع نهضوي حضاري يعنى بمد جسور من الماضي إلى المستقبل، بالعناية بالإبداع والتميز العلمي، ونشر الثقافة والعلم والمعرفة.
واعتبر الأمير خالد الفيصل سوق عكاظ وما يقدمه من برامج ثقافية وعلمية وأدبية وتراثية أنه يتسق انسجاماً تاماً مع أهداف الخطة العشرية لمنطقة مكة المكرمة، وتحديداً مع أهداف محور بناء الإنسان الموازي لمحور تنمية المكان، لتبلغ المنطقة مكانتها المستحقة في الريادة والصدارة محلياً وإقليمياً وعالمياً، وقال: "إن بلوغ منطقة مكة المكرمة موقعها الذي تستحقه لن يتأتى إلا من خلال بناء المجتمع المبني على القيم، المتميز بالأخلاق، الملتزم بقيم العمل والنظام والمعاملة والعلم والثقافة والفكر والأدب، ونحن ولله الحمد نملك قاعدة إسلامية تؤهل مجتمعنا لأن يكون مجتمعاً مثالياً، بشرط الالتزام بالمبادئ الإسلامية الحقة".
وثمن الأمير خالد الفيصل الجهود التي بذلها أصحاب السمو والمعالي أعضاء اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ، وهم كل من: صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد وزير التربية والتعليم وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، ومعالي الدكتور خالد العنقري وزير التعليم العالي، ومعالي الدكتور عبدالعزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام، كما ثمن في الوقت نفسه الجهود التي بذلها محافظ الطائف فهد بن معمر، مدير جامعة الطائف الدكتور عبدالإله باناجة، وأمين الطائف المهندس محمد المخرج، وأمين سوق عكاظ الدكتور جريدي المنصوري، والمدير التنفيذي للسوق الدكتور راشد الغامدي وجميع اللجان العاملة، مشيراً إلى حرصهم كل عام على إثراء الزائر لبرامج وأنشطة السوق، فضلاً عن منحه الفائدة والمتعة في آن معاً.
وأعرب الفيصل عن تطلعه إلى أن يواصل السوق في هذا العام نجاحاته السابقة، وصولا إلى تقديم صورة حضارية مشرفة عن الإنسان السعودي الذي يستمد أصالته من تاريخ آبائه وأجداده، وقوته من نماء وطنه وازدهاره، منطلقاً إلى بناء مستقبل مشرق له وللأجيال المقبلة، متسلحاً بقيمه وعاداته وتقاليده وعلومه ومعارفه وثقافته وأدبه.
وأوضح أن سوق عكاظ سينظم هذا العام ولأول مرة حلقة نقاش ضمن البرنامج الثقافي للسوق وتستضيفها جامعة الطائف ويشارك فيها أمير منطقة مكة، سمو وزير التربية والتعليم، سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، وزير التعليم العالي، ووزير الثقافة والإعلام، ومجموعة مختارة من شباب الجامعات السعودية، مشيراً في هذا السياق إلى أن اللقاء يهدف إلى التواصل الدائم بين الشباب وأصحاب القرار لترسيخ مبدأ ثقافة الحوار، واستثمار مناسبة سوق عكاظ لتكون إحدى قنوات التواصل الإيجابي لتبادل أفكارهم وعرض تجاربهم الثقافية والعلمية.
وبحسب رئيس اللجنة الإشرافية يندرج في البرنامج الثقافي 15 ندوة ومحاضرة بمشاركة نخبة من المثقفين والأدباء والمفكرين والشعراء السعوديين والعرب، من بينها ندوة نقدية بعنوان "شعر عنترة بن شداد"، وندوة عن "بدائل النفط والطاقة المتجددة"، وندوة "الإبداع النسوي وقناع الكتابة"، وندوة دول الخليج من التعاون إلى الاتحاد"، وندوة "الشباب والإعلام الجديد"، وندوة "فقه الواقع"، كما يشمل البرنامج الثقافي أمسيتين شعريتين بمشاركة نحو عشرة شعراء، فضلا عن محور "تجارب الكتّاب" بمشاركة مجموعة من المؤلفين لعرض تجاربهم في التأليف والكتابة.
وأفاد أن فعاليات وأنشطة سوق عكاظ تحوي مسرحية "عنترة بن شداد" الذي يعد واحداً من أشهر شعراء المعلقات، حيث ستعرض خلال الأيام الأربعة الأولى وعلى مسرح خيمة سوق عكاظ التي ستفتح هذا العام وهي عبارة عن مدرجات مواجهة لصخرة عكاظ التاريخية، وتضم 3061 مقعداً قاعات انتظار، ومكاتب، وخدمات مساندة، وقاعات.
إلى ذلك يواصل فريق العرض المسرحي لمسرحية سوق عكاظ "أسطورة الحب والحرب عنترة بن شداد" بروفات العرض المسرحي بعد أن أنهى 40% من بروفات العمل والتي بدأها في الثاني من رمضان الجاري.
وقال المخرج المسرحي أحمد الصمان في تصريح خاص إلى "الوطن" الذي يعمل حاليا على البروفات الخاصة بمسرحية "أسطورة الحب والحرب عنترة بن شداد" التي ستعرض على مسرح سوق عكاظ في دورته السادسة لهذا العام إن المعتاد في الأعمال الفنية التي تقدم سيرة عنترة بن شداد دائما ما تتطرق إلى الحب المتمثل في شخصية "عبلة" بشكل كبير مشيرا إلى أن العمل المسرحي لعنترة بن شداد تم التطرق فيه إلى عناصر أخرى مثل العنصرية وكسب العيش وكسب الكرامة من الغير، بينما تكون "عبلة " كموضوع جمالي في العمل لتلطيف الجو العام أحيانا وللاستخدام الإخراجي في جو العمل العام ككل.
وبين الصمان أن البروفات الخاصة بالمسرحية بدأت من الثاني من الشهر الحالي مشيرا إلى أنه تم اجتياز 40% من البروفات، وهي مرحلة كبيرة مضيفا بأنه وفريق العمل لم يواجهوا أي صعوبة تذكر فيما عدا الروتين الرمضاني، وذلك نظرا لضيق الوقت المسائي الخاص بفصل الصيف.
وأشار إلى أن هناك توافقا كبيرا في الرؤى بينه وبين كاتب العمل فهد ردة، حيث سرنا في خطين متوازيين لنصل إلى نفس المكان والنتيجة.
وعن أبرز الشخصيات المشاركة بالعمل ذكر الصمان أن طاقم العمل من الأسماء البارزة يتقدمهم الفنان عبدالله عسيري، خليل الجهني، والدكتور فهد غزولي، ياسين أبو الجدايل، وآخرون يمثلون نجوم مسرح جدة وهم فايز الشمراني، وعبدالله السليماني، ومحمد اليحياوي، ووليد حداد، إضافة إلى مشاركة ممثلين متميزين من نادي المسرح بجامعة الملك عبدالعزيز وهم عبدالله الغامدي وعبدالعزيز القدير، ومحمد الشريف، وعبدالله جوهر.
وسوف يشرف على الصوتيات المنفذ "تركي طاوي" ومنفذ الإضاءة "المنذر النغيص" وإدارة إنتاج " ريان الثقة" وإدارة مسرحية "خالد الحجيلي، وفواز عباس" ومساعد مخرج "علي دعبوش" وإشراف عام ومتابعة فنية "عبدالله باحطاب"، مشيرا إلى أن العمل سيكون من إنتاج مؤسسة هايلوك الإعلامية للإنتاج "لعمرو القحطاني".
وعن التجربة الإخراجية قال الصمان إنه بدأ تجربته بعمل مسرحي عنوانه "هذيان" في عام 2007م، ثم أخرج العديد من الأعمال المسرحية في المهرجانات المحلية والدولية والعالمية، وكان من أبرزها "عزف اليمام " لجامعة الملك عبد العزيز وحصل فيها على جائزة أفضل ممثل في مهرجان فاس الدولي للمسرح الجامعي، ومسرحية "رسالة النور" لوكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الدولية، وعرضت في الأيام الثقافية السعودية في جمهورية السنغال بحضور رئيس الدولة وعدد كبير من أبرز شخصيات السلك الدبلوماسي الأفريقي والأوروبي، ومسرحية "من سيربح سيمليون" للجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون وتم عرضها على مسرح البوزار في بروكسل العاصمة البلجيكية وعاصمة الاتحاد الأوروبي، وحصلتْ على العديد من الجوائز في المهرجانات العربية (تونس ـ المغرب) ومسرحية "زهور الليلك" عرضت في الأيام الثقافية السعودية في كازاخستان، أما بالنسبة لمسرحية "عنترة " وسوق عكاظ فهو شرف كبير لأي مخرج أن تسنح له الفرصة لإخراج عرض مسرحي في مثل هذه المناسبة، مشيرا إلى أنه حلم كان يسعى لتحقيقه كونه أكبر عرض مسرحي سعودي على شرف قيادات مملكتنا العظيمة والعريقة.
وقال إنه ينظر للمسرح السعودي بعد عرض نحو (5) مسرحيات بسوق عكاظ على أن المسرحيين السعوديين ينشرون مسرح وثقافة المملكة عربيا وعالميا منذ وقت طويل وما سوق عكاظ إلا مثالا لذلك، مشيرا إلى أن المسرحيين في المملكة تفوقوا كثيرا على إخوانهم العرب أو حتى على أشقائنا العالميين، وذلك بفضل جهود خادم الحرمين ووزارة الثقافة والإعلام في زيارة مجموعة كبيرة من دول العالم وإقامة أيام ثقافية لنشر الثقافة السعودية وديننا السمح، مؤكدا على أن سلسلة من الأعمال الضخمة التي تقام في سوق عكاظ هي نشر للمسرح والثقافة السعودية عالميا، ولكن من هنا من أرض الوطن المملكة العربية السعودية.