كشف تكدس الشباب في عدد من طرقات المدن والأحياء، قصور عدد من الجهات، ومن أبرزها فروع الرئاسة العامة لرعاية الشباب والبلديات وقطاع التعليم، في احتواء أوقات فراغ الشباب، وتقديم برامج لهم على مدى أيام الشهر الفضيل.
وفي رصد لـ " الوطن " لبعض أحياء وطرقات مدينتي أبها وخميس مشيط، اتضح أن بعض الطرقات وتحديدا داخل الأحياء تم تحويلها إلى ملاعب لكرة الطائرة في ظل عدم توفيرها من قبل الجهات المعنية، فضلا عن تمركز مئات الشباب بمركباتهم على الحزام الدائري بأبها وخميس مشيط لساعات طويلة تمتد إلى ساعات الفجر، وتوجه البعض الآخر إلى المقاهي.
وأوضح الشاب أحمد معيوف "من طلاب جامعة نجران"، أنه تم إحداث الملاعب في المدن الكبيرة وبشكل محدود، وقد تغلق في بعض الأوقات، إلا أن بقية أحياء المدن في أبها وخميس مشيط لا يوجد بها ملاعب، مما اضطر البعض إلى القيام باجتهادات شخصية تتمثل في إنشاء ملاعب في مواقع غير مناسبة، وقد تضر بمستخدميها والمجاورين. وأكد معيوف على ضرورة قيام الرئاسة العامة لرعاية الشباب بإحداث مراكز شبابية في مختلف الأحياء والمدن، وعدم قصر برامجها على مدينة رياضية وحيدة، قد تكون مغلقة خلال ليالي الشهر الفضيل، على أن تكون المراكز المحدثة تشمل ملاعب مختلفة ومسابح وألعاب قوى وصالات ترفيهية ومكتبة، وأجهزة حاسب ليمارس فيها الشباب هواياتهم، وبما يحفظ وقتهم، وينمي مهاراتهم.
أما الشاب محمد آل معيض فأشار إلى أن دور البلديات والمجالس البلدية لا يزال ضعيفا تجاه فئة الشباب سواء خلال الإجازات أو على مدار العام، فمن الأجدر أن تخصص البلديات مواقع في كافة الأحياء، وحتى القرى، لتكون ملاعب، وتعمل على تهيئتها وتنظيفها، وتزويدها بالإنارة اللازمة، مؤكدا أن غياب ذلك التوجه وخاصة في القرى، دفع بعدد من شبابها إلى قطع مئات الكيلومترات وصولا إلى المدن بهدف إمضاء الوقت في جولات لا فائدة منها، وقد يتسبب ذلك في حوادث مرورية ، فضلا عن الازدحام الذي تشهده الطرق.
وفي اتجاه آخر، يرى المواطن عبدالله الشهراني، أن لجان التنمية الاجتماعية لا يزال دورها دون المطلوب، معتبرا أن السبب يعود إلى عدم وجود مواقع لديها لإقامة برامجها، فمن أبرز احتياجاتها ملاعب ومسارح ومسابح، وقاعات تدريبية.
من جهته، رفض المدير العام للتربية والتعليم في منطقة عسير جلوي آل كركمان تقصير قطاع التعليم في المنطقة تجاه الشباب، مؤكدا أن أكثر من 6 آلاف طالب في المنطقة التحقوا خلا الشهر الماضي بـ 19 ناديا صيفيا، فيما عمل 200 مشرف على متابعة برامجها المشتملة على دورات ومناشط في مهارات الاتصال والتواصل، والتعامل مع وسائل الإعلام الحديثة، ومسابقات دينية وثقافية ورياضية واجتماعية، فضلا عن التحاق 200 طالب موهوب بستة برامج إثرائية للموهوبين، على مدى أربعة أسابيع سابقة بمركز الأمير فيصل بن خالد للموهوبين بأبها، وبرنامج خاص شاركت الإدارة في تنفيذه، وتم خلاله تكريم 14 حافظا.
وفيما يخص برامج الشهر الفضيل واحتواء أوقات الطلاب قال آل كركمان، إنه تم اعتماد 8 أندية رمضانية تواصل تقديم برامجها الثقافية والدينية والرياضية والاجتماعية، في نواح متفرقة من المنطقة، حيث تم تخصيص مبلغ 41 ألف ريال كميزانية لكل ناد، لافتا إلى أن الإقبال عليها كبير من قبل الطلاب.