شكّل غياب مسلسل "طاش ما طاش" وأبطاله عن سباق المسلسلات الرمضانية، فرصة كبيرة لبقية الأعمال الكوميدية السعودية، وأبطالها الذين وجدوا مساحات من المتابعة والاهتمام لدى الجمهور من جهة، ومن القنوات الفضائية من جهة أخرى، وفي مقدمة هؤلاء يقف الثلاثي راشد الشمراني، وحسن عسيري، وفايز المالكي الذين استأثروا بالشريحة الأكبر من جمهور "طاش" إن صح التعبير.
وفضل الثنائي القصبي والسدحان الاكتفاء بتقديم عمل رسوم متحركة "طيش عيال"، علماً بأن الأخير قدم عملاً منفرداً به "طالع نازل"، ولكنه لم يصب جزءا من جماهيرية "طاش ما طاش"، أو حتى جزءا من الاهتمام به، ولعل عرضه في قناة "دبي" ساهم أيضا في قلة المتابعة.
بالمقابل نجد أن الثلاثي راشد الشمراني، وحسن عسيري، وفايز المالكي أجادوا في التغريد منفردين، فشاهدنا للشمراني مسلسل "من الآخر"، و"سكتم بكتم" لفايز المالكي، و"كلام الناس" لحسن عسيري، التي تجد قبولاً وصدى في وسائل التواصل الاجتماعي على خلفية سهولة الطرح وملامستها لمواضيع المجتمع بشكل مباشر وساخر يستسيغه الجمهور.
غاب ثنائي "طاش" فسحب الثلاثي البساط من تحت قدميهما ليجعلوا من عودته مرة أخرى أمراً مشكوكاً فيه، والسبب أن نجمي "طاش" لم يستطيعا التغريد خارج السرب، لقد وجدا نفسيهما أسيرين نجاح "طاش ما طاش" الطاغي الذي كبّلهما لعقد ونيف من الزمان بقيوده. يظن البعض أن طاقات ناصر القصبي قد تسعفه للاستمرار بشكل أكبر من شريكه عبد الله السدحان بسبب ما يملكه من طاقات فنية، إلا أنه مطالب بإثبات ذلك في أعمال منفردة، بعد أن غاب عن موسم رمضان الحالي، عدا ظهوره كضيف شرف في حلقة لأحد الأعمال الرمضانية. ولابد هنا من الإشارة إلى الظهور القوي لثلاثي سعودي آخر في سلسلة الأعمال الرمضانية ذات الطابع الكوميدي، ونعني هنا حبيب الحبيب، وأسعد الزهراني، وعبد الإله السناني الذين يشاركون في برنامج "واي فاي"، بالإضافة إلى الكويتيين داوود حسين، وحسن البلام، فبعد أن حصلا على مساحات كبيرة من المشاركة التي منحها لهما هذا البرنامج، بعد سنوات من الاكتفاء بأدوار ثانوية محلياً، جاءتهما الفرصة من خارج الحدود، فلم يفرطا بها، ليكتبا لنفسيهما بداية جديدة في فضاءات أرحب، خاصة أن العمل يعرض على قناة إم بي سي، وهو ما يعني فرصة انتشار أكبر. غاب ثنائي "طاش" فتقدمت الثلاثيات بقوة، وسوف يوفر لنا ذلك كمتابعين مزيداً من المنافسة لتقديم أعمال أكثر إثراء وتميزاً، بعد أن سيطر "طاش" على المشهد الكوميدي السعودي ردحاً من الزمن، ولعل موسمنا الرمضاني الحالي يشكّل انطلاقة جديدة للأعمال السعودية بمفاهيم أكثر اتساعاً تلائم التغيرات التي تحدث في المجتمع، وتتفاعل معه كما يجب.