غضب رجب طيب إردوغان من الانطباع السلبي الذي قد يتركه مسلسل حريم السلطان عن تركيا "الإردوغانيه".. خاف رئيس الوزراء الشعبي من إعادة ربط بلده بما هو حسي وغرائزي، لكن حين ذكروه بالمداخيل المالية، صمت كأن شيئا ما كان.

وقبل عشرين عاما هددت تركيا دولا عربية قررت عرض مسلسل إخوة التراب، لأنه يناقش فترة الوجود العثماني في سورية، ويثير حكايات الـ"السفر برلك" المليئة بالدم والدموع والخوازيق، انصاعت الدول العربية للرغبة التركية، ونجح المسلسل بعد عرضه في القنوات الخاصة فصنع حاجزا نفسيا عند المشاهد العربي ضد ما هو عثماني.. تناست تركيا أكبر وصمة عار ألحقها بها المخرج الجدلي أوليفر ستون عبر فيلمه الشهير قطار منتصف الليل.. لوث الأميركي المخبول سمعة تركيا السبعينيات المحكومة بالجيش والفوضى عبر قصة أميركي يسجن بتهمة تهريب المخدرات.

إسرائيل لها تاريخها الطويل في هذا المجال، فقد طاردت الأعمال الدرامية كما تفعل مع عتاة النازيين، احتجت على مسلسل دموع في عيون وقحة، لعادل إمام بداية الثمانينات وكررت الأمر مع مسلسل رأفت الهجان، منتصف الثمانينات، وفي نهاية التسعينات قامت قيامتها بسبب مسلسل شارونيات الكوميدي، لداود حسين، وفعلت الشيء نفسه مع محمد صبحي في مسلسل فارس بلاجواد، الذي كان ينقل للمشاهد البسيط بروتوكولات حكماء صهيون.

وفي مصر، أثار مسلسل الجماعة نقاشا طويلا وهو يستعرض تاريخ "الإخوان".. طرح المسلسل قبل أشهر قليلة من الثورة المصرية، واتهم بالترويج للجماعة، بينما هو في عمقه يحاول كشفها، أما في مسلسل سقوط الخلافة، فقد أثار الدور اليهودي الغامض الذي قدمه العمل غضبا بين جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل وكانت "معاداة السامية" تهمة جاهزة، صمت إردوغان عن مسلسل الأرض الطيبة، لأنه يشيطن حزب العمال ويعرض بملل للعام الرابع.. قاتل الله السياسة وهي تلوث الفن بمصالحها اللحظية.