لا يزال الجدل مستمرا في واشنطن حول تفصيلات انشقاق رئيس الوزراء السوري رياض حجاب ولجوئه إلى الأردن. فقد أكدت وزارة الخارجية الأميركية قبل يومين من إعلان السلطات الأردنية ذلك رسميا، نبأ انشقاق حجاب ووصوله إلى عمان. وترك ذلك انطباعا بأن الوزارة كانت تشارك في عملية إعلامية تهدف إلى حماية طريق هروب حجاب وأنه كان لا يزال داخل سورية وقت إعلان انشقاقه وأن الإعلان المبكر عن هروبه كان يهدف إلى التمويه على السلطات السورية حتى لا تطارده. ولم يصل حجاب إلى الأردن إلا بعد يومين من الإعلان عن وصوله إلى هناك.

وقال المعلق الأميركي بليك هونشل في مجلس العلاقات الخارجية إن التمويه في هذه الحالة يمكن أن يكون مقبولا. وأضاف "في اجتماع عقد في 8 مايو الماضي بين كبار العائلات التجارية في دمشق وبين الرئيس بشار الأسد قال الرئيس إنه علم أن هناك بعض العائلات التي تؤيد الجيش السوري الحر. وأوضح الأسد أنه سيدمر الحميدية ومزة باشا وهما السوقان التجاريان الأكبر في دمشق تدميرا كاملا أسوة بما فعل في بابا عمر إذا ما ثبت ذلك. نحن نتحدث هنا عن شخص لا يتردد في أن يدمر مناطق بأكملها من بلده لينقذ نفسه. ولو كان علم بأن حجاب لا يزال داخل الأراضي السورية لما كان قد تردد في مطاردته وربما القبض عليه وإعدامه. ربما كان الهدف من إعلان وصوله وهو لا يزال داخل الأراضي السورية نوعا من التضليل. لقد قبل حجاب المنصب من الأصل منذ شهرين بعد رسالة من الرئيس الأسد مفادها بأن عليه إما أن يقبل وإما أن يتحمل نتائج الرفض. نحن نتعامل هنا مع شبيح بمرتبة رئيس".

على الرغم من ذلك فقد وجه صحفيون أميركيون انتقادات للخارجية على أساس أنها ربما تكون قد تورطت في عملية خداع. وقال المتحدث باسم الوزارة باتريك فانتريل "على من يريدون الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بذلك الأمر توجيه أسئلتهم إلى السلطات الأردنية. لقد قلنا ما قلناه نقلا عن تلك السلطات". وكانت تقارير أميركية قد أشارت إلى أن حجاب استخدم رسائل مشفرة نقلها بعض من مقربيه إلى عناصر في الجيش السوري الحر لترتيب عملية انشقاقه وذلك فور تعيينه الذي تم تحت التهديد. وأصدر الرئيس الأسد أمس مرسوما بتسمية الدكتور وائل نادر الحلقي رئيسا لمجلس الوزراء. وكان الحلقي يشغل منصب وزير الصحة في الحكومة السابقة.