مفرح حبسان العمري
وإن نزفت يوماً دماءَ قومي فقد والله آلمتنا وأحرقت قلوبنا تلك المشاهد وأصابنا الهم والحزن على ما يجري لإخواننا وأهلنا في بلاد الشام . سورية ألمُك يؤلمُنا ونزيف جراحك يؤرقنا وأشلاءُ قتلاك تحزننا ...... يا أبطال الشام إن أحرقتكم نيران البغاة فلا بد لها من يومٍ تنطفئ فيه وتشع أنواركم من جديد فما بعد العسر والضيق إلا الفرج واليسر.
من دمعنا قد سقيناها ومن دمنا، ففي ثراها حشاشات تشاكينا رغم الجراح ورغم الأرواح التي أزهقت عبثاً وحقداً، ستبقين يا سورية أبية على أعدائك وكل من يريد إذلالك أنت وشعبك الصامد الأبي.
لقد ذرفت من أجلك الدموع ورفعت الأكف تتضرع لك بالدعوات وبلغ الحزن في القلوب منتهاه. يا شام تبكيك العيون بأدمع، وعليك أرواحنا من وجدها تتقطع، رموز العز وأبطال النصر أسود الفيافي في أرض الحرب والحب والغزل، أنتم مضرب المثل في الصمود ومقاومة الباغي وجنوده، وتذكروا قول الشاعر: كم من قصورٍ وجناتٍ مزخرفة تبكي التمدَّن حيناً والعلا حينا، نعم لقد أهلك الباغي تلك الجنات بحرقها وتدميرها، ولكنها لن تُباد وستبقى فيها روح الخضرة ولن تموت. يا شام عزك لا يضيع مع العدا، تبقين معلما للحضارة ومنبراً للعلم والأعلام يا شام، لم يحن رحيل الباغي فتصبَّري واجمعي شتات أبطالك الأحرار. يا شام ساعات نهاية الإجرام قد قربت فتحمسي وزيدي من عنادك قوة في وجه كل مكابر. يا شام يا أرض البطولة والنهاية لا تيأسي ففجر عزك في الأفقِ بدأ يلوح. يا شام مجد معالمك أطفأ نوره التدمير فلعله من جديد يلمع. يا أرضُنا الشام يا دار بالعلا شمخت إني أحن على ماضيك الشريف تلطخ بأفعال المدنسين. يا أبطال الشام كونوا على ثقة بأننا معكم ولن ندَّخر من أجلكم الشيء الثمين ولا الغالي النفيس، فما بعد بذل الروح والمُهج من ثمن. سنقف معكم حتى النهاية (نهاية الانتصار) بإذن الله. وما تلك اللفتة الرائعة الكريمة من ملك الإنسانية ووقوف الشعب السعودي النبيل معكم إلا دليل على حبنا لكم والتضحية من أجلكم... فما بذل منَّا تجاهكم فإنه لا يعبر إلا عن الشيء اليسير الذي نحمله لكم في قلوبنا وأرواحنا. يا أهل الصروح الجميلة والقصور البديعة والفنون المتعددة استمروا في كفاحكم وسيروا على مبادئكم وإن خذلكم الناس فتذكروا أن الله معكم.