تحظى الدروس الدينية بالحرم الشريف، بإقبال كبير هذه الأيام من طلاب العلم والمعتمرين والزوار، وتحول الحرم الشريف وخاصة الأروقة إلى ما يشبه جامعة إسلامية، تُطرح فيها الدروس الدينية في العقيدة والفقه والكتاب والسنة، ولا يوجد ركن من أروقة الحرم الشريف يخلو من الدروس الدينية عقب صلاة التراويح وعقب صلاتي الفجر والعصر.

ففي صحن المطاف وتحديدا المنطقة المجاورة لبئر زمزم، يعد درس رئيس المجلس الأعلى للقضاء الأسبق الشيخ صالح اللحيدان الأبرز، حيث يتناول عقب صلاة التراويح، وعقب صلاة الفجر موضوعا من الموضوعات المهمة التي تتمحور حول الصيام، والاعتكاف، والزكاة، وأداء العمرة، وبعد الانتهاء من الدرس يجيب اللحيدان على استفسارات المعتمرين حول عدد من الوسائل المتعلقة بالعمرة.

وتحت المكبرية يحظى درس المستشار بالديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالله المطلق، باهتمام طلاب العلم والمعتمرين، وعلى بعد أمتار منه يكون درس الدكتور سعد الشثري، الذي يتحدث عن جملة من القضايا، ويجيب على بعض الاستفسارات، فيما يتناول الشيخ عبدالرحمن العجلان، في درسه في رواق الحرم الجنوبي سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وجوانبه المضيئة، وفي جانب آخر من الرواق يعد درس الدكتور عبدالعزيز الراجحي، من الدروس المتميزة بالحرم الشريف.

وأكد وكيل الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي المساعد لشؤون الخدمات الدكتور يوسف بن عبدالله الوابل، أن الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد ركزت على الجانب الإرشادي التوجيهي داخل المسجد الحرام، وفي شهر رمضان المبارك بتكثيف الدروس، وزيادة عدد أصحاب الفضيلة المشايخ المشاركين في التوجيه، وطبع عدد من الكتب والمطويات الإرشادية والتوعوية في العقيدة والأحكام والمناسك، يصل عددها إلى أكثر من مليون ومائتي ألف مطبوعة، لإرشاد الزوار والمعتمرين.

وبيّن الوابل، أنه تم تجهيز أكثر من مائه كبينة هاتفية في أروقة المسجد الحرام، وعند الأبواب متصلة بمكاتب المشايخ، وذلك للإجابة على الأسئلة والاستفسارات، ويشارك في التوجيه والإرشاد عدد من العلماء على مدار الساعة في المواقع المخصصة لهم داخل المسجد الحرام، ومنها ثلاثة مكاتب بباب الملك عبد العزيز ـ ومكتب باب أجياد ـ ومكتب الإرشاد بباب الفتح، إضافة إلى الكراسي المخصصة للتوجيه والإرشاد بمختلف المواقع داخل المسجد الحرام. وقال: إنه تم كذلك توصيل سماعات الدروس إلى مصليات النساء وساحات المسجد الحرام، لتمكين المصلين فيها من الاستفادة من دروس العلماء، كما توجد حلقات باللغة الأوردية، والإندونيسية إضافة إلى اللغة العربية.