عبدالرحمن محمد، صياد سمك بمدينة جازان يُعد نموذجا لأبناء هذا الوطن الكادحين، فهو في الصباح صياد، وفي المساء طالب في المرحلة الثانوية، حيث أمضى 25 عاما من حياته في البحر، يزاول مهنة صيد السمك، التي بدأ يمارسها منذ أن كان عمره 15 عاما، ويعول 18 شقيقا له. يومه الرمضاني يبدأ بالانطلاق الـ 5 فجرا إلى البحر. ويعود إلى منزله بعد انتهائه من بيع ما اصطاده من البحر. مؤكدا أن أسعار السمك ترتفع في رمضان، وبالتالي يتضاعف دخل صيادي الأسماك.
يقول عبدالرحمن: لقد اعتدت الذهابَ برفقة الصيادين لصيد السمك من بحر جازان كل يوم الساعة الـ 5 فجرا، وأعود للمنزل حسب انتهاء وقت البيع والشراء، مضيفا، أن شهر رمضان هو موسم تزداد فيه مبيعات الأسماك، خاصة "الضيرك" إذ يزداد الإقبال عليه بكثرة، وبالتالي يزداد سعره حسب زيادة الزبائن، وحسب الطلب والحجم والوزن والكمية، حيث يصل الدخل اليومي للبائع الواحد مابين 500 و1000ريال.
وبيّن عبدالرحمن، أن المستهلكين يفضلون شراء السمك الذي يتم اصطياده عن طريق الجلب، أكثر من السمك الذي يتم اصطياده عن طريق الشبك. مؤكدا أن الفرق بين السمك المصطاد عن طريق الجلب يكون طازجا ذو لحم أبيض صاف، أما السمك الذي يتم اصطياده عن طريق الشبك، فهو سمك اختنق ومات داخل البحر، ولحمه يكون أحمر اللون.
ونظرا لكثرة الإقبال عليه في هذا الموسم تجده كلما زادت كمية الأسماك قل السعر، وكلما قلت الكمية كلما زاد وارتفع السعر، أما في أوقات العواصف والرياح الشديدة، فإنه يرتفع جدا لخوف الصيادين النزول للبحر، لأن فيه خطرا على حياتهم.