لا ريب أن غياب وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عن اجتماع أصدقاء سورية في مراكش أول من أمس ـ بسبب وعكة صحية ـ قد أوقع المؤتمر في بعض المشكلات، كان يمكن تلافيها لو كانت حاضرة، ولكن الوزيرة الطامحة إلى مواقع رسمية في الولايات المتحدة، فضلت الابتعاد قليلا عن الأضواء في فترة حرجة تمر بها هي، وإدارة الرئيس باراك أوباما.
ويبدو أن الوزيرة، وزوجة الرئيس الأسبق بيل كلينتون، لم تنس الصفعة التي وجهت إليها خلال السباق الديموقراطي إلى البيت الأبيض عام 2008، وتفضيل الحزب في وقتها باراك أوباما، الذي هزم الجمهوريين ممثلين بجون ماكين، كما هزمهم في دورة 2012 ممثلين بميت رومني، فسعت إلى التعلق بالإدارة ولو بوزارة الخارجية التي باتت مهددة اليوم بتركها لصالح سوزان رايس المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة.
تسعى كلينتون هذه الأيام للإيحاء بأنها زاهدة في السلطة، ولا تسعى إليها، ولكن الحقيقة تؤشر إلى خلاف ذلك، خاصة وأن تكرار نفي الوزيرة والمحيطين بها أنها لا ترغب في البقاء بوزارة الخارجية، وأنها لا تسعى إلى منصب رسمي في إدارة أوباما الثانية، وهو ما يتسرب من دوائر أخرى تؤكد أن هيلاري تصوب بصورة خاصة، على عام 2016 لتكون مرشحة الديموقراطيين إلى الرئاسة، لا سيما وأن فضيحة بنغازي ومقتل السفير الأميركي هناك، تكون قد خفت حدتها، ولم تعد تأكل من رصيد الوزيرة السياسي.