ثمة مهن شاقة يعاني أصحابها كثيراً في نهار شهر رمضان الكريم خلال هذه السنة، نظراً لتزامن شهر رمضان مع ذروة فصل الصيف، حيث يتحمل المقاولون والعمال الجوع والعطش فوق طاقتهم، فتجدهم يقفون لساعات طويلة إما لبناء أو حدادة أو لياسه أو دهان في نهار رمضان حيث قرر بعض المقاولين والعمال استبدال العمل من نهار رمضان إلى الليل تفادياً للحر والعطش والعمل بكل راحة واطمئنان.
"الوطن" زارت أحد مواقع العمل ليلاً والتقت المهندس محمد أبو عماد وهو شاب في عقده الثالث، ويعمل لبناء منشأة حكومية بدومة الجندل حيث أفاد أنه فضل استبدال العمل من النهار إلى المساء، وبعد الإفطار بساعتين حتى قبل صلاة الفجر بنصف ساعة تفادياً للحر الشديد هذه الأيام.
وأكد أبو عماد أن الطاقة الإنتاجية للعمال عموماً تقل في شهر رمضان، الأمر الذي يستدعي أحياناً زيادة أجرتهم لإغرائهم بالعمل، وبعض يتعمد أخذ إجازته في رمضان خاصة، مشيراً إلى أنه على الرغم من الإغراء المادي فإن ذلك لا يكون كافياً لإقناعهم بالعمل نهار رمضان بحرارة مرتفعة في نهار صيف قائظ.
ويبدو أن عمال البناء لديهم أكثر صعوبة في العمل نهار رمضان، حيث يقول أحمد مصطفى وهو عامل بناء يعمل في بناية في دومة الجندل، إن هناك عمالاً في هذه المهنة الشاقة يجدون أنفسهم في حالة صعبة بين إكمال صيامهم، أو مواصلة العمل، وقال إن قليلين جداً الذين يعملون اليوم بأكمله.
وحول طرق التغلب على حرارة الطقس، يقول مصطفى لا يوجد لدينا أي حل، وفي الغالب نضطر إلى العمل ليلاً حيث يشرعون في العمل بعد صلاة العشاء مباشرة وبعض بعد صلاة تراويح مستعينين بالأضواء الكاشفة.