نجاح الاجتماع الأخير لأعضاء الشرف بنادي الهلال، لم يكن مستغربا، فالأمور في البيت الهلالي دأبت أن تسير بهدوء تام دون أي ضجة، وحتى وإن طرأت الخلافات فيه كحال أي ناد فإنها لا تطفو على السطح وتبقى أمورا داخلية لا تؤثر كثيرا.

البطولات الهلالية التي حققها الفريق الكروي الأول حتى نصب زعيما لآسيا وتوالي ألقابه في الألعاب المختلفة ووحدة الصف في النادي، تعود إلى وجود مراجع كبيرة في البيت الهلالي يمكن الرجوع إليها، وهنا تتوحد الآراء والكلمة؛ وهذا ما يجعل القافلة الهلالية تسير بشكل منتظم دون الالتفات إلى أي من المؤثرات الخارجية، فاجتماع الثلاثاء الماضي لم يكن لأجل تنصيب الأمير بندر بن محمد بن سعود الكبير رئيسا لهيئة أعضاء شرف النادي خلفا للأمير الراحل هذلول بن عبد العزيز(رحمه الله)، فهذا الأمر معروف سلفا لدى كل الأطياف الهلالية، لكن جاء الاجتماع لأجل المساندة والشد من أزر الإدارة الحالية التي أرهقها ارتفاع العقود التدريبية والاحترافية المحلية والخارجية إلى أن تمزقت جيوبها، لذا أتى الاجتماع الأخير كمنفس ومفرج لما كتمه الرئيس الحالي الأمير عبد الرحمن بن مساعد في صدره من أجل ألا يتحول ناديه من منفق كريم إلى متسول بائس، رغم أن هذا النموذج يمثل (جل) الأندية السعودية بما فيها الهلال، حيث أصبح العامل في هذه الأندية ينطبق عليه المثل (الداخل مفقود والخارج مولود) نتيجة غياب المنظومة المالية للأندية والقصور البائن في تغليب المصالح الشخصية والوقتية على رياضة بلد بأكمله، وجشع وأطماع العمولات في داخل الأندية وخارجها، وهو ما يمثل أهم معضلة في مستقبل أنديتنا.