في قلب سوق الجامع وسط حارة المظلوم، حيث مسجد الشافعي الأثري، يجتمع أهالي حارتي الشام واليمن المجاورتين 5 مرات يوميا، حيث يعد المسجد من أقدم المساجد في مدينة جدة، ويعود تأسيسه إلى عهد الخليفة عمر بن الخطاب.

يعرف المسجد بالعديد من الأسماء المتداولة بين سكان منطقة البلد التاريخية فيعرف بالمسجد العتيق ومسجد الجامع، ومسجد العمري، اعتاد سكان منطقة البلد التاريخية كل عام في شهر رمضان على التجمع داخل المسجد لأداء الفروض الخمسة في أجواء روحانية منذ سنوات عدة، وفي هذا العام يشهد مسجد الشافعي صيانة وترميما بتوجيهات من المقام السامي وذلك حفاظا على تاريخ المسجد والآثار التاريخية الإسلامية القديمة التي تضمها جوانبه وبما يمثله مسجد الشافعي من معالم تاريخية نادرة، لكن لاتزال عمليه الترميم والصيانة تسير بخطوات بطيئة، مما دفع تساؤلات العديد من المصلين الحريصين على أداء صلواتهم في المسجد منذ سنوات عدة عن أسباب إطالة عملية الصيانة.

وأوضح رئيس بلدية جدة التاريخية المهندس سامي نوار لـ"الوطن" أن مسجد الشافعي بجدة ومسجد المعمار يخضعان لصيانة وترميم للحفاظ على الموروث الإسلامي القديم الذي يمثلهما هذان المسجدان، حيث التصميم الفريد من الناحية المعمارية دفع المقام السامي في تخصيص ميزانية للقيام بعملية الترميم والصيانة حفاظا على هذه التحفة المعمارية التاريخية التي يعود تاريخها إلى مئات السنين، كاشفا أن عملية الترميم بدأت منذ 5 أشهر وتم تحديد فترة زمنية لإنهاء عملية الترميم في مسجد الشافعي والمعمار وبعد خضوع كلا المسجدين لعملية الحفر المبدئي لإجراء عمليات الترميم، وجد خبراء الآثار أن مسجد الشافعي يختلف من ناحية التصميم عن غيره من المساجد حيث القيمة المعمارية الفريدة التي يتميز بها المسجد دفع الخبراء إلى المطالبة بإطالة عملية الصيانة والترميم بهدف الحفاظ على الموروث التاريخي الذي يميز المسجد.

وأضاف نوار أن هناك دراسة وضعت وأرسلت إلى مكتب متخصص عالمي في علم الآثار تختص في معرفة طبيعة حركة المسجد، للتأكد من ثبات أرضيته من عدمه حيث رفعت أجزاء من هذه الدراسة وتم وضع علامات داخل المسجد لمعرفة الحركة الطبيعية له، مما استدعى خبراء الآثار إلى إيقاف الصيانة بداخله حتى يتم الاطلاع على النتائج النهائية لطبيعة حركة المسجد، وأكد أن بعد الكشف على أعمدة المسجد والاطلاع على قواعد المسجد وقياس درجة الميول وجد أن هناك العديد من المعالم التاريخية الأثرية داخل المسجد لا بد من التأني في عملية الصيانة حتى لا يفقد المسجد الآثار الإسلامية التي وجدت بداخله.

وأكد نوار أن مسجد الشافعي يعتبر أول مبنى أثري يخضع لترميم بطريقة عالمية صحيحة وإضافة مواد حديثة بحدود المسموح به دون تغير الملامح التاريخية القديمة للمسجد، مشيرا إلى أن العمر الزمني للمسجد يعود إلى عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب حيث قواعد المسجد التي كشفت خلال عملية الصيانة أكدت للخبراء أنها منذ عصور قديمة تعود لمئات السنين.

وشهد المسجد عدة مراحل للترميم منذ فترات زمنية متباعدة وآخر فترة ترميم موثقة عام 940 من الهجرة النبوية الشريفة ومنذ ذلك الزمن لم تحدث في المسجد إضافات أو تعديل، ويضم المسجد أقدم مئذنة حيث يتراوح عمرها 900 عام.