نجح الفنان السوري جمال سليمان في أن يحجز لنفسه مقعداً في الصفوف الأولى، ضمن كبار الفنانين المصريين في فترة وجيزة، ليصبح من النجوم الذين ينتظرهم الجمهور في كل عام خلال شهر رمضان بعمل جديد مختلف ومتنوع.

وأعرب جمال سليمان في حواره لـ"لقاء مع نجم"، عن سعادته البالغة بردود أفعال الجمهور والنقاد حول مسلسله الذي يعرض حالياً" سيدنا السيد"، مشيراً إلى أنه استمتع بأداء شخصية فضلون الديناري، لأنها تنطوي على كثير من المتناقضات، حيث إن تلك الشخصية مركبة ومعقدة وتجمع بين الحب والعاطفة والطيبة والحنان والقسوة والتدين، إلا أنه يقهر من يتحدى سلطته، وهذا هو مفتاح الشخصية.

وأشار سليمان إلى أنه بات يحلم بالعودة إلى وطنه سورية والعيش بها في أمان وسعادة، تحت حكم القانون ومع شعب محب لبعضه البعض، مشيراً إلى أن بشار بكل جبروته وبمساعدة نظامه لن ينال من الشعب السوري، لافتاً إلى أن صوت الأحرار لا بد أن يعلو يوماً فوق صوت البارود والسلاح، وأضاف أنه يعشق قضاء ليالي شهر رمضان الكريم في شوارع القاهرة التاريخية الإسلامية، إلا أنه اشتاق إلى بلده بشكل كبير.. كل ذلك وغيره في الحوار التالي:

كيف تستقبل شهر رمضان المبارك، ومع من تقضيه؟

كسائر المسلمين أستقبل الشهر الفضيل بكل حب، لأنه شهر الرحمة، وقدومه يبعث على الراحة والطمأنينة، إلا أنني اعتدت قضاء النصف الأول من رمضان في الأستوديو لإنهاء تصوير أعمالي، كما هو الحال الآن، حيث أقضي معظم وقتي داخل البلاتوه للانتهاء من تصوير" سيدنا السيد". وعادة ما أحب أن أقضي شهر رمضان وسط أسرتي وعائلتي وأصدقائي المقربين.

وفي أي الأماكن تحب قضاء شهر رمضان؟

أنا أحب ليالي رمضان في شوارع القاهرة الساحرة وخاصة الأماكن التاريخية والإسلامية، حيث بها عبق غريب، تشعر وكأن للشهر الكريم بتلك الأماكن طابعا خاصا، إلا أنني وبالرغم من ذلك ما زالت أحلم بالعودة إلى وطني الحبيب سورية، وأن أعيش فيه بأمان وسعادة، فمن الصعب أن أنسى أيام طفولتي وشبابي في سورية أيام رمضان، فتلك الذكريات لا تفارق خيالي.

عُدت هذا العام إلى تقديم الشخصيات الصعيدية من خلال " سيدنا السيد"، هل لأنك نجحت في تلك الأدوار ولاقت إعجاب الجمهور؟

أنا أحب تقديم تلك الشخصية بالفعل، ولكن "سيدنا السيد" يختلف تماماً عن أي عمل صعيدي قدمته من قبل، فلكل شخصية طابعها الخاص، ولكن مع فضلون الديناري كان الأمر مختلفا تماماً، فتلك الشخصية استهوتني تماماً لما تحتويه من متناقضات عدة وتركيبة شائكة، والعمل الحالي يختلف تماماً عن مسلسلي " حدائق الشيطان"و" أفراح إبليس".

"فضلون الديناري" شخصية مركبة وبها متناقضات عدة بالفعل، كيف استطعت السيطرة عليها وتقمصها؟

من حيث المبدأ هذه هي طبيعة النفس البشرية، فبداخل كل إنسان القسوة والحنان والحب والطيبة والتدين والهدوء والغضب، فالنفس الإنسانية لديها كثير من المتناقضات، خاصة إذا كانت نفساً غير سوية بسبب ظروفها ووضعها الاجتماعي، فلا حدود تضبطها وليست مضطرة لأن تمارس أي ضبط لغرائزها، ويكون صاحبها على استعداد ليقاتل من يتحدى سلطته، وهذا هو حال " فضلون الديناري"، وأنا استمتعت للغاية بأداء تلك الشخصية، رغم صعوبتها.

وماذا عن الرسالة التي تحب أن توجهها للثورة السورية ولبشار الأسد؟

أقول للأسد لن تنال من عزيمة الشعب السوري، ولن تفلح في كسره أو كسر إرادته. وأقول للثوار أنتم من ضحى ومن فقد الأخ والحبيب والقريب والصديق، فأنا أعرف أن المرارة تملأ القلوب، ولكن احذروا أن تنجرفوا في طريق آخر، فهناك من يريدها حرب سنة وأقليات، وأنتم تريدونها معركة من أجل الحرية والعدالة والحياة الكريمة، فلا تتخلوا عن هذه المبادئ السامية.