عنوان المقال اليوم وصف ساخر جاء على لسان الدكتور عبدالله العبدالقادر خلال حديثه عن ورود أكثر من مئة بلاغ يوميا من المواطنين أغلبها بلاغات كيدية وتحريضية حيث قال: "للأسف نحن مجتمع "شكاي بكاي"، حيث وجدنا أن كل من لديه مشكلة خاصة مع جهة حكومية قام بالإبلاغ عنها"!.

الدكتور "العبدالقادر" هو نائب رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، ومع بالغ تقديري وإيماني العميق بالعمل الذي تقوم به الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، إلا أن هذه اللغة تدين الهيئة أكثر مما تبرئ ساحتها.. يفترض بالهيئة أن تراجع حساباتها ـ لن أقول: هل من المعقول أن الهيئة لم تعثر على قضية كبيرة واحدة، تجعلنا نقتنع بوجودها؟ ـ فقط عِوضا عن لغة التذمر العالية، يجب أن تضع آلية صارمة للتعامل مع الشكاوى الواردة.. فإن كانت كما يقول نائبها "بلاغات كيدية" فهناك في النظام ما يردع أصحاب الشكاوى الكيدية.. هناك أدوات ولوائح تعالج هذه الشكاوى وتضع حدا لها.

النقطة المهمة في الموضوع هي كشف جهة الشكاوى.. تحديد جهتها.. من أي الجهات والمناطق.. كنت أسأل: ألا يفترض بوزارات الدولة ومؤسسات الحكومة أن ترصد أكثر المناطق التي يفد منها المراجعون.. ألا يعد ذلك مؤشرا مهما على وجود خلل ما في بعض المناطق؟

اليوم أعيد طرح السؤال بصيغة أخرى: ألا يفترض بالهيئة الوطنية لمكافحة الفساد أن ترصد أكثر المناطق التي ترد منها البلاغات؟ ألا يعد هذا مؤشرا ـ وإن لم يكن دقيقا ـ على وجود خلل ما في بعض المناطق؟

كل ما أرجوه في الختام ألا تتحول الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد إلى جهاز توعية ضخم.. لسنا بحاجة للتوعية.. لدينا من الوعي ما يسد حاجة البشرية لمئة عام قادمة!