تمثل فترتا الإفطار والسحور لدى رجال الإسعاف بالمستشفيات أو بهيئة الهلال الأحمر ساعات الذروة في مهمتهم الإنسانية التي تستدعي استنفارا حقيقيا، نتيجة نداءات الاستغاثة التي تستقبلها غرفة عمليات الطوارئ على هاتف 998 لحوادث السير جراء سرعة بعض السائقين رغبة في إدراك الإفطار أو السحور في المنزل. هذه الحالة المستنفرة تتطلب تجهيز وجبات إفطار مغلفة للمسعفين غالبا توضع في سيارات الإسعاف، بل إن بعض المسعفين يعيش حالة تهيئة نفسية لساعات المغرب، ذلك الوقت الذي يستشعر فيه الجميع ـ باستثناء رجال الإسعاف ـ روح الهدوء والاطمئنان والاستعداد للإفطار والصلاة، فنادرا ما ينعم رجال الإسعاف بذلك الهدوء والاطمئنان، بل قد يتسبب حادث ما في استمرار بعض المسعفين في الصوم لساعات بعد المغرب، إما لانشغاله بمهمة الإسعاف، أو لهول ما واجهه من فظاعة الحادث. أما وقت السحور فيضطر المسعفون لتقديم وجبتهم تحسبا لأي طارئ، فلربما نداء استغاثة يحرم المسعف من السحور وكثيرا ما تحدث، فيمسكون على قليل من الماء فقط. هذا الشعور بعدم الاستقرار خلال أهم فترتين في رمضان يعيشه المسعف ببرنامج الهيئة الملكية للخدمات الصحية في الجبيل ثامر الغامدي وزملاؤه بكثير من الرضا والعزة بسمو المهمة، بل وبطلب الأجر من الله في شهرٍ يتضاعف فيه الثواب. الغامدي ذكر لـ "الوطن" أن السرعة تسببت في حدوث حالة وفاة بالجبيل منذ بداية الشهر الكريم، وطالب السائقين بمزيد من التريث والالتزام بالسرعة المحددة، وتعليمات السلامة. وأرجع ارتفاع نسبة الحوادث إلى ضعف تطبيق مخالفات السرعة على الطرق السريعة، وفي المدن وطالب بإعادة تطبيق عقوبة (حجز المركبة، وإيقاف السائق، والغرامة المالية) التي أدت إلى خفض الحوادث المميتة بنسبة كبيرة جدا خلال تطبيقها قبل بضع سنوات. وأضاف الغامدي أن تطبيق العقوبات المرورية أمر من شأنه خلق حالة من الوعي الدائم، وتنشئة الجيل على جدية الأنظمة، وحماية الأرواح، فرجال الإسعاف بالمستشفيات والهلال الأحمر يواجهون حوادث السير أكثر من حوادث المنازل وحوادث الحرائق أو الكوارث الصناعية بالمدينة.
ويشار إلى أن هيئة الهلال الأحمر السعودي أكدت في بيان لها على لسان مدير العلاقات العامة والإعلام أحمد باريان امتلاكها الخبرة والدراية الكاملة للتعامل مع أي حالات طوارئ خلال الشهر الكريم، مبينا الجاهزية لأداء واجبها في جميع مناطق المملكة، وعلى مدار الساعة، مشيرا إلى أن هناك فرقا مستعدة لمواجهة أي طارئ في أية منطقة ولديها كوادر طبية مستعدة للعمل في أي وقت. وأوضح أن الهيئة تعمل وفق خطط واضحة، وهناك قسم البلاغات يستقبل البلاغات، مبينا أن الإسعاف الطائر جاهز لمواجهة أية حالات حرجة. وطالب باريان الجميع بأخذ الحيطة والحذر خاصة في أوقات الذورة عند أذان المغرب والسحور، مناشدا الجميع بعدم التجمع في أماكن الحوادث والسير خلف سيارات الإسعاف، لأن ذلك يسبب تعطيل عمل الطاقم الطبي، مؤكدا أن الهيئة لديها تقنيات تكنولوجية لمراقبة سيارات الإسعاف وسرعة استلام البلاغ والتجاوب معه.