تجتاح السمنة المفرطة 40% من طلاب وطالبات المدارس في المملكة خاصة طلاب المرحلة المتوسطة فما دون، وذلك نتيجة للعادات الغذائية الخاطئة.
وحذر رئيس وحدة المسرطنات بمستشفى الملك فيصل التخصصي الدكتور فهد الخضيري من أن الوزن الزائد لدى صغار السن ينذر ببزوغ أمراض العصر الحديثة المتمثلة في السكري والروماتيزم وتصلب الشرايين، لافتا إلى تفاقم الوضع سوءًا في حال الإصرار على الأطعمة الغنية بالسكريات وارتفاع نسبة الدهون.
وأكد الخضيري في حديث إلى "الوطن" أن استخدام الدقيق الأبيض في المأكولات، الذي يكثر استخدامه في الوجبات الرمضانية يعتبر عاملا رئيسا من مسببات السمنة، مشيراً إلى أنها باتت تعصف بأكثر من 40% من فئة الشباب وطلاب المدارس صغار السن، وقال إن ذلك سيكون مؤشرا خطيرا لبزوغ أمراض العصر المصاحبة للسمنة وانتقالها إلى فئة الصغار.
وأوضح الخضيري أن جميع الأطعمة والأصناف التي تتكون من السكر والدهون والدقيق الأبيض لها آثار غير صحية تضر بجسم الإنسان وتزيد من مشاكل السمنة، مشيرا إلى أن معظم الناس لا يستخدمون دقيق البر مع أنه الأفضل صحيا وخصوصا مع احتوائه على نسب عالية من الألياف الغذائية التي تعود على جسم الإنسان بوظائف صحية وغذائية عدة.
وفي ذات السياق، أشار أخصائي التغذية علي الزهراني إلى تفشي السمنة المفرطة والوزن الزائد لدى المراهقين الشباب في الأعوام الأخيرة، مرجعا ذلك إلى التغيير في العادات الغذائية وأسلوب المعيشة الذي يصاحبه تغييرات في برنامج النوم وتخصيص الرياضة البدنية المفقود.
وأضاف الزهراني أن المكوث أمام شاشات التلفزيون ومشاهدة الأفلام والمباريات رافقه كثير من العادات السيئة على الصعيد الغذائي وحتى البدني في طريقة الجلوس الخطأ، مشيرا إلى أن غالبية من يطيلون الجلوس لفترات طويلة لمشاهدة ما يبث على وسائل الإعلام المرئية، غالبا ما يتناولون الوجبات الغذائية المعلّبة التي تتسم بسعرات حرارية مرتفعة وخاصة أنهم لا يمارسون الرياضة إلا بشكل نادر.
وبين الزهراني أن مسببات السمنة المفرطة وزيادة الوزن لدى الشباب الصغار كثيرة وتختلف باختلاف الجينات الوراثية والعادات الغذائية التي تنشأ مع ثقافات الأسر الغذائية، محذرا في الوقت ذاته من مشاكل تحدث في الغدة الصماء والجهاز العصبي تكون مصاحبة لعملية السمنة الزائدة.
وأضاف أن من أبرز الحلول للحد من زيادة الوزن تكمن في عدم تناول الأغذية المدعمة بالدهون والوحدات الحرارية المرتفعة، إضافة إلى اتباع جدول غذائي صحي مع ممارسة الأنشطة الرياضية والتمارين السويدية، موضحا أنه ليس من الضروري استخدام العقاقير الطبية التي تخفض من الوزن، مستبعدا الحالات التي تتناول بعض الأدوية لمكافحة السمنة باستشارة طبيب مختص ومتابع للحالة الصحية.
يذكر أن السمنة تحتل المرتبة السادسة بين العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بالأمراض حول العالم، خاصة بعد أن وصل عدد الأطفال الأقل من خمس سنوات المصابين بالسمنة إلى 22 مليون طفل على مستوى العالم.
وفي السنوات الأخيرة ظهرت برامج علاجـية لمحاربة السمنة، إلا أن كثـيرا من الدراسـات أثبتـت فـشل هذه الـبرامج لأنها لا تعـتمد على الحمية أو الرياضة.
وأثبتت دراسات عالمية عدة أن ممارسة الرياضة بانتظام لأكثر من سنة قد يجعل الشخص العادي المصاب بالسمنة يفقد نحو 12 كلجم، بالإضافة إلى تراجع مقياس محيط الخصر، وقلة تراكم الدهون في منطقة البطن أو على الكبد، مع انخفاض ضغط الدم، وتحسن الطريقة التي يقوم بها الجسم بتمثيل السكريات، وهي جميعها مؤشرات إيجابية على تحسن وظـائف الأوعيـة الدموية والقلب.