الشاعر الأمير عبدالله الفيصل، حالة خاصة في تاريخ النهضة السعودية، وأحد مؤسسيها أو أحد أعمدة شباب جيله، قال الشعر، وأدخل كرة القدم، وتعامل مع وسائل الإعلام.
وُلد الشاعر الأمير عبدالله الفيصل في مدينة الرياض عام 1341 الموافق 1922، ورحل عن عالمنا في مدينة جدة عام 1428 الموافق 2007. رحمه الله.
وما بين الميلاد والموت عاش الشاعر حياة حافلة بالنجاح، واستطاع أن يكون من الشعراء الخالدين، له ثلاثة دواوين هي: "وحي الحرمان" و"حديث القلب" و"مشاعري".
والحرمان، هو أهم ملمح في شعر عبدالله الفيصل، فقد أفرد له ديوانه الأول ونراه في مقدمته يقول:
"أجل أنا محروم.. الحرمان مرادف للشقاء أو بداية أو هو دليل عليه، والشقاء عكس السعادة.. والسعادة ماهي وفي أي شيء تكون؟...".
وفي هذه المقدمة نلمح شفافية الروح، وفلسفة لحالة العقل المفعم بالدهشة.. عاش شاعرناـ رحمه الله ـ طائرا محلقا في سماء الخيال والفكر، فترك لنا رصيدا شعريا يجعله في الصفوف الأولى. لم يأخذ حقه في تسليط الضوء على إنتاجه، وقد يكون هناك شئ من أعماله لم ينشر.
أبدع في الشعر العامي، تماما كإبداعه في الفصيح، لا أدري هل صدرت سيرة لحياته، حيث كان طموحه سابقا لعصره، بل كان يقدم برنامجا في التلفزيون السعودي.
نعود لحيرته من خلال شعره، ولنفسه المفكرة دائما، التي تكون حائرة، ويصل شاعرنا إلى قمة الإبداع في قصيدته الشهيرة: "عواطف حائرة"، فيقول: أكاد أشك في نفسي لأني أكاد أشك فيك وأنت مني.. يقول الناس إنك خنت عهدي.. ولم تحفظ هواي ولم تصُني.
فشعر عبدالله الفيصل يمتاز بروعة الأسلوب، وتدفق الخيال الخصب، وللراحل الكبير تسجيلات نادرة في التليفزيون السعودي، وأناشد المسؤولين بإعادة عرضها؛ كي تراها الأجيال الجديدة، فيتم بذلك مد جسور التواصل بين نجباء اليوم وعظماء الأمس، فالأمم تفتخر بحجم ما لديها من مبدعين. وقد أدرك ـ رحمه الله ـ أن المجد لا يُبنى إلا بسواعد الشباب المخلص، فنراه يخاطب الشباب فيقول في قصيدة "إلى شباب بلادي":
ولننطلق في عزمنا مثل انطلاقات الشهاب
هذي نصيحة مخلص يهوي المجادة والطلاب
كرمتموني دائما فلكم حياتي يا شباب
رحم الله الأمير الشاعر عبدالله الفيصل، جزاء ما قدم لأمته من عطاء مستمر على الدوام. ودعوة إلى إعادة الإضاءة على ما قدم من إنتاج أو ماعمله من أعمال حكومية له السبق في إنجازها.