رغم تأكيد أمانة منطقة المدينة المنورة، على تقديم كافة التسهيلات والدعم لمنسوبي البلديات التابعة لها دون أن تعترف بأي قصور تجاه خدماتها المقدمة لبلدية المليليح الفرعية، وفقا لرد المتحدث الرسمي على أسئلة "الوطن" حول استمرار عمل 25 موظفا يتبعون بلدية المليليح في مبنى لغسل الأموات استغلته أمانة المدينة بعد أن هجره سكان القرية ولم يستخدموه لغسل أمواتهم.
موظفو بلدية المليليح الفرعية شمال منطقة المدينة المنورة مازالوا يعملون في المبنى ويتحاملون على الدوام في مبناهم وهم على دراية بأن المبنى للبلدية بني على أساس أنه مقر لغسل الأموات وتكفينهم في القرية وحول إلى مبنى للبلدية بعد أن أصبح سكان القرية ينقلون موتاهم إلى المدينة المنورة ويدفنونهم فيها.
ويتكون المبنى من أربعة غرف يتقاسمها 25 موظفا ولا توجد لبعض الأقسام مكاتب ويتوسط غرفة الاتصالات الإدارية إحدى الغرف الأربع، جدار بني ليكون موقعا لوضع الموتى وغسيلهم وكذلك أجهزة متابعة الكاميرات والإنترنت والسنترال التي تحمل أشعة ضارة للإنسان، وكما يتحامل الموظفون على أجهزة التكييف المعطوبة في المبنى فيما تكون صلاتهم في مصلى أمام مدخل المبنى.
من جهته، أوضح مسؤول بأمانة المدينة المنورة -رفض نشر اسمه - أن لجنة مكونة من 6 أقسام في أمانة منطقة المدينة المنورة يرأسها قسم المتابعة في عهد أمينها السابق، وقفوا في شهر جمادى الآخرة لهذا العام على وضع المبنى وأبدوا تذمرهم من حال المبنى والخدمات المقدمة له، إضافة لاستماعهم لشكوى الموظفين وحاجتهم الماسة لتهيئة أجواء العمل في المبنى حيث وعدوا موظفي البلدية بتوفير مستلزمات المبنى من تكييف وخلافه لكن لم يتحقق وعدهم للموظفين.
وأكد أن موظفي البلدية سبق أن رفعوا خطابات عدة إلى أمانة المدينة يطلبون استبدال المبنى بآخر وتوفير جميع الإمكانيات حيث شددوا في خطابهم الذي رفع قبل الصيف على أن ارتفاع درجات الحرارة في المنطقة وغياب أجهزة التكييف ورداءة المبنى تقلل من أداء الموظفين إضافة إلى أن مرافق المبنى الخدمية سيئة جدا ولا ترتقي لخدمة موظف بلدية، إضافة إلى أن الإجازة السنوية ممنوعة لموظفي البلدية في شهر رمضان.
وأشارت المصادر إلى أن رئيس البلدية المكلف برئاسة بلدتي "المليليح والمندسة" تدخل قبل شهر رمضان لإقناع الموظفين بالعمل في شهر رمضان رغم عدم توفر أجهزة التكييف والتحامل على أداء العمل بعد أن أصرالموظفون على أنهم لن يستمروا في العمل برمضان بدرجات الحرارة المرتفعة وانعدام التهيئة للمبنى للعمل رغم الصيام وتهميش شكواهم المستمرة.
من جهته، أوضح في خطاب رسمي لـ"الوطن" مدير إدارة الإعلام في أمانة منطقة المدينة علي العلوي، أن أمانة منطقة المدينة تقوم بتقديم كافة الخدمات والتجهيزات لجميع البلديات من خلال دعمها بالكوادر البشرية والآلية وتأمين ما تحتاجه البلديات من الأجهزة التي تساعد على تسهيل إجراءات العمل وسرعة الإنجاز فيما يخدم المصلحة العامة. لكن "الوطن" قامت بإعادة السؤال عن حالة بلدية المليليح لمدير العلاقات العامة في أمانة المنطقة إلا أنه بالرغم من الاتصالات المتكررة والرسائل على هاتفه لم يتجاوب مع الصحيفة.
يذكر أن الأجهزة الأمنية في منطقة المدينة المنورة قبضت في شهر "يونيو" على رئيس بلدية متهم بقضية رشوة استلم أجهزة كمبيوتر من قبل أصحاب محلات بحجة أن الأجهزة هدية لاستخدامها في البلدية، وكلفت أمانة المنطقة بعد القبض على رئيس البلدية بتكليف رئيس بلدية المليليح برئاسة البلدية إضافة لرئاسته لبلديته التي تعاني من نقص بالخدمات.