ما بين قائد الاتحاد محمد نور وقائد النصر الحالي حسين عبدالغني مسافة ترسمها مواقف كل منهما من ناديه.
يعلن نور بصريح العبارة أنه قائد الفريق، وأنه بحكم حمله للشارة مطالب بالدفاع عن حقوق زملائه وإيصال صوتهم ورفع الغبن عنهم، وهذا شيء جميل، ويصب في عمق صلاحيات القائد.
لكن نور يضرب عرض الحائط بالشيء الأهم في مسؤوليات القائد وهو أن يكون قدوة للبقية في الالتزام والانضباط، والحرص على تطبيق النظام والتقيد بالتعليمات التي تصدر من الأجهزة الإدارية والفنية، والتي لايكفي نور ولاغيره لتجاهلها أن يؤكد أنه يقدم مصلحة النادي على كل المصالح.
من مصلحة الاتحاد، ومن مصلحة أي ناد آخر أن يسود النظام على الجميع، وأن يكون القائد أول المبادرين لتنفيذ التعليمات، سواء تعلقت بتدريب صباحي، أو كشف طبي، أو سفر إلى معسكر، وليس هناك أي مصلحة أن يرى اللاعب (حتى لو كان القائد) أنه الوحيد المعني بصالح النادي، وأن ينظر لهذه المصلحة وفق رؤيته الخاصة، فيتصرف كما يحلو له، وفي الوقت الذي يريد دون ضابط أو رادع.
في المقابل يقدم عبدالغني صورة مغايرة لقائد يقدر ظروف ناديه، ويضحي لأجله، ولايدعي منفرداً أنه المعني بشؤونه.
وحينما يفوّض عبدالغني إدارة ناديه بأن تسدد له مستحقاته من عقده في الوقت الذي تراه ملائماً، فهو هنا يستحق أن يكون قدوة لبقية زملائه، ويستطيع في ذات الوقت أن يدافع عن حقوقهم أمام إدارة تجد في استغنائه عن استجداء حقوقه منها قوة إضافية له كقائد للمجموعة.
ما بين نور وعبدالغني مسافة حتماً.. لكنها ليست مسافة الجري والاستحواذ والمتعة في الميدان، إنما مسافة في ميادين العمل لصالح المجموعة، وليس لاستعراض قوة الفرد.