أعلنوا عن حفلٍ لتكريم الأديب الكبير (.......)... نشروا الخبر في الصحف والفضائيات ووزعوا بطاقات الدعوة داخل المدينة وفي المدن الأخرى..
يوم التكريم حضر المسؤولون والمثقفون وأصدقاء الأديب وأهله.. كان المكان عامراً بالحضور الذين كم هزّتهم كتاباته وتركت أثرها لديهم..
ألقيت الكلمات التي تتحدث عن إبداعاته الكتابية ورؤاه التنويرية ومؤلفاته التي تخطت الحدود وترجمت إلى عدة لغات.. ولأنه كان علَماً فقد قررت القيادات الإدارية والثقافية في المدينة إنشاء جائزة رفيعة باسمه..
كل من حضر اعتبر الحفل متميزا، وحده الأديب الكبير الذي أقاموا الاحتفالية له لم يعطِ رأيه لأنه لم يتمكن من الحضور، فهو قد فارق الحياة منذ عام.
* * *
كان الطالب نجيباً ومتفوقاً في جميع المواد.. اقتربت الاختبارات النهائية وأعلنت المدرسة أنها ستقيم حفل تكريم للأوائل الذين سيلقي أحدهم كلمة موجزة بالمناسبة..
قدم الاختبارات بصورة متميزة كعادته.. واستباقاً للأحداث وبثقة عالية أعدّ بكل ما يمتلك من بلاغة كلمته الموجزة التي سيلقيها أمام المدرسين وأولياء الأمور.
ظهرت النتائج.. وحان موعد الحفل.. وألقى ابن مدير المدرسة الكلمة نيابة عن الطلاب المتفوقين.
* * *
هناك في مكانٍ ما، وبسبب حرصه على تقديم أفضل ما لديه، زاد أحد الموظفين من جرعة إخلاصه. عمل ساعات إضافية بدون أن يطلب شيئا مقابل ذلك. ومتبرعاً أيضا كثيرا ما جاء لمكتبه أيام إجازته الأسبوعية. وفيما كان يتوقع أن يأتيه خطاب شكر لتفانيه، وصله توبيخ من إدارته لأنه يحضر للدوام خلال أيام إجازته.
* * *
ظل هو النجم الأكثر تألقا في المؤسسة حيث يعمل، الكل يعتبره الموظف المثالي في الإنتاج وجودته وفي دقته وانضباطه بأوقات دوامه.. علّم أولاده الإخلاص وحب العمل فصاروا كأبيهم في كل شيء.
فرح زملاؤه يوم ودعوه في حفل صغير بعد إحالته إلى التقاعد، فالمدير لن يجد من يضرب به المثل لهم كلما قصّر أحدهم في أدائه.
لم تدم الفرحة طويلا.. إذْ تم توظيف ابن زميلهم المتقاعد في المؤسسة ذاتها..
* * *
يوم الاثنين قبل الماضي.. حضروا يتقدمهم "حاتمهم"..
كانوا أحبة ارتحل بصحبتهم زمناً من الجنون والجمال والوهج.
وكان حفلا تكريميا لمن خدموا "الوطن"..
لم تكن "الوطن" صحيفة فحسب.. بل كانت وطناً طوال عقد من السنين يزيّن صدر العمر.