كنت أظن أن الإعلام الرياضي وصل لمرحلة من النضج تدفعه لإدراك خطورة التعصب الرياضي.. لكن من خلال متابعتي الفترة الماضية وجدت أن الأمور تزداد سوءا بشكل غير مسبوق..!

كشف موقع "تويتر" الوجوه الحقيقية لكثير من الكتاب الرياضيين.. بعضهم كبار في السن، بعضهم تجاوز الخمسين والستين، يكتبون تغريدات، ويستخدمون ألفاظا يخجل من كتابتها مراهق في المرحلة الثانوية!

كانت بعض الصحف والملاحق الرياضية في السابق تدقق إلى حد ما في المقالات المنشورة.. وكان ذلك يحد إلى حد كبير من التعصب.. اليوم أصبح باستطاعة أي واحد من هؤلاء أن يكتب ويقول ما يشاء.. ويتهم ويشتم من يشاء..

ليت النقاشات حول أمور تخدم الرياضة السعودية.. ليت الخلافات حول الخطوط العريضة.. ليت الخلافات حول خطط استراتيجية، أو ملفات كبرى، أو قضايا مهمة.. لو كانت كذلك لقلنا للخلاف ما يبرره.. وللغة الحادة ما يسوّغها..

لكن الحفلات الليلية تندرج تحت عناوين يخجل الإنسان من ذكرها: كم مرة فزنا عليكم.. كم مرة انهزمتم بالخمسة.. نادينا أفضل.. ناديكم أسوأ.. وصراعات حول ألقاب الأندية وعدد مرات الفوز وصفقات اللاعبين واتهامات متبادلة وشتائم وتحيزات وميول ظاهرة تستثير روح التعصب وحكايات مخجلة، يخيل إليك أنك تقرأ اقتباسات من إحدى صحف الفضائح!

وخلف هؤلاء يسير عشرات الآلاف من المتابعين في حفلة ليلية صاخبة لا يدركون عواقبها..

والذي يحزنني - وكثيراً ما توقفت عند ذلك - هو أن بعض هؤلاء الكتاب الرياضيين كبار في السن ولديهم أسر، وأبناء وبنات، وعلاقات اجتماعية، ويكسو الشيب عوارضهم، فكيف يفعلون ذلك؟

راقبوهم في تويتر واسألوا أنفسكم: كيف ستتطور الرياضة وهؤلاء هم صوتها وضميرها في المجتمع؟!