عمد المسؤولون عن تنظيم المرور في الصين إلى استخدام تماثيل لقرود وإلباسها معاطف مضيئة (فلوريسنت) للحد من سرعة السيارات.
جاء هذا الحل غير العادي بعد أن تأكد المسؤولون من فشل الوسائل الاعتيادية في تحقيق النتائج المرجوة، ومن بينها كاميرات مراقبة السرعة والمطبات، حيث لجؤوا إلى ابتكار فكرة جديدة مفادها إلباس تماثيل القردة ألبسة سير مضيئة ووضعها على طول الطريق الجانبي في مدينة تشانغا الصينية. ويأمل مسؤولو المرور في المدينة التي تعد عاصمة مقاطعة هونان الصينية أن تذكر هذه التماثيل قائدي السيارات بأنهم يخرقون قانون السير.
بالنسبة إلى طريق الجنوب الذي يبدأ من الطائف، وطريق الساحل غربي المملكة، لا نحتاج فيها إلى قرود مضيئة تلفت انتباه السائقين وتشتت ذهنهم عن السرعة، فالجمال السائبة على الطريقين تشتت ذهن كل سائقي الصين الشعبية الصديقة، وسائقي الكوريتين، قبل الحرب الباردة وبعدها. في خط الجنوب وخط الساحل، الجمال تضيء وليس القرود.
كانت أمنية ابن باز - رحمه الله - أن يكون مبصرا، فقط ليرى الإبل، لشدة ما أثرت فيه آية: (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت). هذه الرغبة من ابن باز، هي تأمل في القرآن وليس في الإبل، وكم من مبصر يشاهد الإبل ويتأملها متأثرا بهذه الآية، لكنه يتأمل الإبل من خلال عينيه، لا من خلال الآية كما هو ابن باز.
عمى ابن باز عمى بصر، وعمى أولئك هو عمى قلب. ابن باز يرى ما لا يراه، وهم لا يرون ما يرون.
الذي يراقب مسابقات مزاين الإبل، المنتشرة في صحرائنا الخليجية، ويرى مسابقة أجمل ناقة، يعرف أن أجمل ناقة فازت في المزاين تلك، ليست أجمل من ناقة ابن باز التي لم يرها. وأن الإبل التي تمنى ابن باز أن يراها هي الإبل المضيئة فعلا، لا تلك التي تضيء في طرقنا السريعة بعد أن ترتطم بها أضواء السيارات.