تعرف دومة الجندل بشواهدها التاريخية وآثارها، لكن أسماء تلك الأماكن أصبحت منتشرة في العديد من أرجائها، سواء على لوحات المحلات التجارية، أو الوحدات السكنية، أو المدارس، ما يعكس الارتباط بين التراث والأهالي في تلك المحافظة الشمالية.
المتأمل في شوارع دومة الجندل، لا بد أن يصادف أكثر من محل بمسمى ذي دلالة تاريخية مرتبطة بالمكان، فمن مدرسة "التحكيم"، التي تشير إلى الموقعة الشهيرة بين علي بن أبي طالب، ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، إلى "أدوماتو" وهو اسم قديم لدومة الجندل، أو نزل الزباء، أو غيرها من الأسماء ذات العلاقة بالتاريخ.
ويؤكد الباحث جميل الحسن أن تأثر أهالي المحافظة وحبهم للآثار التي تضمها دومة الجندل، دفع البعض للتسمية بها، مشيرا إلى أن ذلك يعد مصدر فخز واعتزاز بالنسبة لهم.
وأوضح الحسن أن من أبرز الأسماء التاريخية التي تنتشر في المحافظة "أدوماتو" الذي كانت تسمى به دومة الجندل نسبة إلى دوما بن إسماعيل.
أما على الصعيد الرسمي، فإن بعض الجهات الحكومية بدأت – في إطار حملة للحفاظ على تراث دومة الجندل – بنزع الملكيات والتعويض الذي طال أملاك بعض المواطنينن وخاصة في الجهات الشمالية من المحافظة، وفي الأماكن المجاورة لقلعة مارد التاريخية.
وكشفت بعض المصادر لـ"الوطن" أن الهيئة العامة للسياحة والآثار تدخلت بمخاطبة الجهات ذات العلاقة، بإيقاف التمدد العمراني في بعض الأماكن من المحافظة نظرا، لورود بلاغات من مواطنين عثروا على قطع أثرية في مناطق سكنية.
ويشدد هنا سعود العامر وهو من أهالي دومة الجندل على أن هيئة السياحة والآثار شرعت بنزع الملكية من مواطنين مع تثمين مزارع ومساكن بعض الأهالي بعد العثور على قطع أثرية تعود لما قبل الميلاد.
وتعد دومة الجندل من أقدم المواقع الأثرية في الجزيرة العربية، واحتضنت حضارات عدة منها البابلية، والنبطية، والآشورية، وذلك لما تمتاز به من موقع استراتيجي على طرق التجارة القديمة، واشتهرت أيضا بسوقها القديم الذي يعود إلى القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد.