تتملك أكثر الطرق ازدحاما في العاصمة في نهار رمضان حالة أشبه بـ "السبات الصيفي" والذي يجتاحها بسبب ارتفاع درجات الحرارة، حتى باتت تلك الطرق الرئيسية خاوية مقارنة بها في غير الشهر الكريم.

فطريق الملك فهد الذي ينبض بالحياة يخف نبضه خلال ساعات النهار ليعود للحياة في فترة الليل، كذلك طريق خريص والدائري الشرقي وغيرها من شبكات الطرق المهمة وهذا ما يعتبره البعض من نعم نهار رمضان.

وبدوره، قال وهيب عبدالله يستغرق وصولي للعمل في الأيام العادية نحو ساعة بسبب الزحام المستمر، أما في رمضان فإني أصل في نصف ساعة أو أقل فالطرق في النهار تكاد تكون خاوية مقارنة بغيرها من الأيام.

وتوافقه بالقول عائشة الأسمري، التي تقول إنها كانت تعاني من أزمة الزحام، والعكس في نهار رمضان، إلا أن الحياة تعود تدريجياً للشوارع والطرق الرئيسية بعد صلاة العصر ويبدأ الزحام المعتاد في هذه الطرق وغيرها وتفتح المطاعم ومعارض الحلويات و الأكلات الشعبية أبوابها للجميع بعد أن أخذت نصيبها من السبات النهاري.

أما وليد العبدالله والذي يعمل في معرض لقطع غيار السيارات، يقول إنه لا يبدأ عمله إلا بعد صلاة العصر وأصبح ذلك عادة رمضانية، مرجعا السبب إلى أن فترة النهار أو الظهيرة تكون نسبة البيع منخفضة لقلة إقبال الزبائن.

وفي المقابل، كشف أستاذ الأرصاد الجوية المساعد في كلية الملك فيصل الجوية ومدير وحدة العلوم الجوية الدكتور ناصر السرحان أن صيف هذا العام 2012 م بدأ فصل الصيف فيزيائياً في 21 يونيو في المملكة العربية السعودية مع تعامد الشمس على مدار السرطان والذي يمر بوسط البلاد وترتفع درجات الحرارة بوجه عام على جميع المناطق وتكون متفاوتة بين المدن الساحلية والجبلية وتلك التي تقع بالقرب أو في وسط الصحاري وتسجل عادتاً أعلى درجات لحرارة الهواء خلال شهر يونيو ويوليو و أغسطس حيث يكون تأثير الرياح المحلية على درجات الحرارة واضح خلال هذين الشهرين وتكون حول المتوسط في شهر سبتمبر قد تزيد عن المتوسط عند حدوث موجات الحر والتي يزيد تأثيرها بفعل العوامل الطبيعية والبيئية (علماً بان متوسط درجات الحرارة لأشهر الصيف يونيو ويوليو وأغسطس وسبتمبر على التوالي 43، 44، 40 درجة مؤوية).

ويشير السرحان إلى أنه نظراً لموقع المملكة في نطاق المنطقة شبه المدارية وعامل الطبوغرافيا وما يترتب على ذلك من وضعيات طقس سائدة ونظراً لحركة الشمس الظاهرية فأنها تستقبل أكبر كمية إشعاع من الشمس وتكون فيها متوسطات درجات الحرارة عالي بحيث تكون بالمتوسط على مدينة الرياض تقريباً 45 درجة مئوية.

وأكد السرحان أن أهالي العاصمة سيستمر صيامهم لهذا العام لنحو 16 ساعة، مشيرا إلى أن من تأثيرات موجات الحر على الإنسان تأثير ارتفاع درجة الحرارة على تكيف الجسم والراحة وكذلك تقلل من نشاطه وخاصة في فترات الظهيرة حيث من الممكن تعرض الإنسان لضربات الشمس، كذلك تعرض القطاع الزراعي لخسائر بسبب ما تسببه شدة الموجة من جفاف وإتلاف للمزروعات وضرر بالمواسم الزراعية عوضاً عن زيادة الاحتياج المائي. وأكد كذلك أنه بسبب الزيادة المفاجئة لدرجات الحرارة فأن عمل الآلات بجميع أشكالها تقل قدرتها ويزيد استهلاكها للطاقة ويقل عنصر الإستطاعية عند عملها وعلى سبيل المثال يحدث عبء كبير على مولدات الطاقة وعلى أثرها يسخن المولد وتقل قدرته على توليد الطاقة فينتج عن ذلك إنقطاعات مفاجئة للتيار الكهربائي مشيراً أن ذلك يشمل محركات الطائرات ووسائل النقل الأخرى فتقل الإستطاعية لهذه المحركات من العمل بالشكل المطلوب.