من إيجابيات مواقع التواصل الاجتماعي مثل "تويتر"، و"فيس بوك" أنها تحولت في رمضان إلى بورصة للأعمال الفنية، وساحة نقاش حول ردة فعل المشاهدين على ما يعرض على الشاشة في اللحظة والتو؛ حتى قبل انتهاء عرض العمل.

المشاهدون والمتابعون للأعمال الفنية الرمضانية وإن تباعدت بهم المسافات، جمعتهم التقنية الحديثة، فأخذوا يناقشون معا ما يشاهدونه، وينقدون الأعمال الفنية، ويطلقون تغريداتهم المختلفة طوال عرض العمل، إما ثناء أو إعجابا أو نقدا، بل إن بعض المغردين أصبح يتحكم في جيش من المتابعين له، ويوجههم لمتابعة العمل الفني الذي يراه يستحق المتابعة.

ولذلك كان من البديهي أن تكون ردة فعل المشاهد المباشرة، وما يدور في اللحظة عبر مواقع التواصل من نقد أو ثناء وإعجاب على الأعمال الفنية بمثابة ترمومتر فني للقائمين على تلك الأعمال، يقيسون من خلاله مدى نجاح أعمالهم التي عكفوا على إنتاجها طوال عام كامل، وليكونوا على دراية بمدى تقبل المشاهد للمنتج الـذي قـدموه له، ومدى رضاه عنه. إلا أن الواقع يشير عكس ذلك.

الواقع يبين أن كثيرا من المنتجين والممثلين لا يلتفتون إلى ردة فعل المشاهدين، ولا يعبأون بها، على العكس يعتبرون هذه الآراء والانطباعات التي يكتبونها انتقاصا من أعمالهم. من الأمثلة على ذلك تصريحات صحفية لبعض الفنانين والمنتجين التي أدلوا بها أخيرا بعد أن جاءت ردة فعل المشاهد ناقدة لبعض حلقات أعمالهم، فهذا الفنان فايز المالكي يقول في تصريح صحفي "من انتقص من عملي أهدافه مكشوفة"، ويقول نظيره الفنان حسن عسيري "من يهاجمني يبحث عن هالة إعلامية".

الواقع أن ردة فعل المشاهدين حول الأعمال الفنية التي يشاهدونها على الشاشة، وما يدور في مواقع التواصل الاجتماعي أثناء عرض الأعمال من نقاش ونقد ليست إلا مؤشرات على مدى نجاح العمل في كسب رضا الجمهور أو سخطه، ولا يعد النقد الذي يصدر بعفوية من المشاهدين الذين يعبرون عن آرائهم بكل أريحية انتقاصا من العمل، أو مهاجمة للفنانين، وإنما هو تعبير عما أحدثه العمل لدى المتلقي من تأثير.

بقي القول إن المسألة ليست سوى ردة فعل مشاهد يجب أن تحترم، ورأي آخر يجب أن لا يصادر.