في الوقت الذي احتفلت فيه 21 جمعية خيرية بمنطقة تبوك الثلاثاء الماضي بيوم البر، وظهور تقارير إيجابية عن الإنجازات التي حققتها، إلا أن هناك عددا من الأسر التي تطالب هذه الجمعيات بالنظر في أحقيتهم بالمساعدة، أسوة ببقية الأسر المحتاجة بالمنطقة.
يعود ذلك لكون هذه الأسر قدمت إلى المملكة من جمهورية مصر العربية بتذاكر "مرور"، كانت قد منحتهم إياها سفارة خادم الحرمين الشريفين بمصر، نزولا عند رغبتهم التي يؤكدون من خلالها أحقيتهم في استرداد الجنسية السعودية، ومنذ قدومهم إلى المملكة، وقبل وأثناء أحداث الثورة الأخيرة التي شهدتها مصر، وهم يأملون أن يجدوا صدى لمطالباتهم التي تنحصر في مساعدتهم، حتى يتم تصحيح أوضاعهم قانونيا، حيث ذكروا أن غالبية الجهات الحكومية ترفض التعامل معهم، ما عدا الأحوال المدنية التي استقبلت أوراقهم منذ لحظة وصولهم، مؤكدين حرمانهم من التمتع بمواطنتهم.
"الوطن" زارت إحدى هذه الأسر، التي روى عائلها المأساة التي يعيشونها، بعد أن رفضت الجمعيات الخيرية في المنطقة الوقوف إلى جانبهم ومساعدتهم، لحين تمكنهم من استرداد جنسيتهم، ولعدم وجود آلية نظامية تخدم هذه الشريحة من المجتمع، الذين لا يمتلكون من الإثباتات سوى جواز سفر لسفرة واحدة إلى المملكة.
يقول عائل الأسرة "قدمنا إلى المملكة قبل السنة، بأمر من الجهات العليا، وذلك من أجل المطالبة بما تقتضيه قوانين البلد، من أحقيتنا في الحصول على الجنسية، أسوة بباقي أبناء هذا الوطن، ولكننا تفاجأنا بما لم نكن نتوقعه من تسويف وبيروقراطية، أدت إلى تأخر إنهاء إجراءاتنا لأكثر من عام". ويضيف "هذا الأمر أضر بنا، وزاد من سوء حالتنا المادية يوما بعد يوم، حتى بلغ بنا الحال إلى الافتقار للمواد الغذائية الأساسية التي نقتات وأطفالنا عليها، مما حدا بنا إلى اللجوء للجمعيات الخيرية، إلا أن هذه الجمعيات رفضت التعامل مع حالاتنا الاجتماعية، لكوننا لا نمتلك هويات وطنية.
ويكمل "أحوالنا كما يشهد بها واقع الأمر من سيئ إلى أسوأ، فلا مدارس تستقبل أبناءنا، ولامصحات تعالجنا، ولا مساعدات عينية تصل إلينا، ونحن محرومون أيضا من الحصول على عمل أو طلب الرزق".
وفي لقاء لـ"الوطن" مع مدير عام الأحوال المدنية بمنطقة تبوك سعود الغيثي، ذكر أن معاملات هذه الأسر استكملت في وقت قياسي حسب الأنظمة المتبعة، وتم رفعها للجهة ذات الاختصاص في وزارة الداخلية، وما زلنا بانتظار ما سوف يتم بخصوصهم، ونأمل أن يتم ذلك في القريب العاجل.
من جهة أخرى، نفى أمين عام جمعية برنامج الأمير فهد بن سلطان الاجتماعي بمنطقة تبوك الدكتورعبدالخالق السحلي، أن يكون لدى البرنامج علم بهذه الأسر، أو تلقى أي توجيه بخصوصهم، مؤكدا ضرورة أن تتقدم هذه الأسر أو من ينوب عنها بطلب المساعدة، ولن يكون هناك أي تهاون أو رفض لطلباتهم بغض النظر عن حصولهم على الهوية من عدمه.
وفي اتصال لـ"الوطن" بأمين جمعية الملك عبدالعزيز الخيرية بمنطقة تبوك الدكتور عبدالله بدوي الشريف، ذكر أن الجمعية تلقت من قبل طلبا من إحدى هذه الأسر للحصول على المساعدة والرعاية الاجتماعية، إلا أن هناك أنظمة وضوابط لصرف هذه المساعدات لمستحقيها، ولم تنطبق عليهم، فطلبنا منهم السعي للحصول على توجيه من إمارة المنطقة، حتى نتمكن من خدمتهم وتبني حالاتهم الاجتماعية، ونحن في انتظار ما يرد لنا بخصوصهم.