تأكيداً لما انفردت بنشره صحيفة الوطن قبل نحو شهر، أرجعت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية، أسباب حادثة جنوح قطار الركاب رقم "1"، الذي وقع صباح الأربعاء الـ 7 من شهر شعبان الماضي، ونتج عنه انقلاب القاطرة وثلاث عربات أخرى وخروج باقي العربات عن مسارها وإصابة 44 راكباً وراكبة في منطقة تبعد 80 كيلو مترا عن محطة الرياض، إلى التهور في القيادة، والسرعة العالية أثناء دخول محولة التخزين التي بلغت 119 كلم ساعة متجاوزاً السرعة المقررة "30 كلم/ساعة".

وأوضحت المؤسسة في بيان صحفي أمس، أن فريق التحقيق المكلف بالحادثة، ضم خبراء في تشغيل القطارات ومهندسي صيانة وخبراء سلامة، واستند فريق التحقيق إلى أدلة تم جمعها من موقع الحادث والتحقيق مع كل من له علاقة بالحادث، ووضع الحلول التي تمنع تكراره مستقبلاً، مؤكدة أنه كان لتجاوب الجهات ذات العلاقة في الدفاع المدني وهيئة الهلال الأحمر السعودي والجهات الأمنية كافة أثر كبير في تسريع عملية الإنقاذ والإخلاء والإسعاف.

وأبانت أن التقرير الفني المعد عن الحالة التشغيلية للرحلة، أشار إلى أنها انطلقت بعد استلام تعليمات التشغيل والاطلاع على تقارير الصيانة للقطار ولم تكن هناك أي ملاحظات، وبالكشف على القاطرة فنياً اتضح سلامة القطار تماماً من الناحية الفنية وكانت الرحلة مستوفية لشروط ومعايير السلامة كافة ولا يوجد أي عوامل خارجية مؤثرة سواء من حيث الطقس أو حالة الخط الحديدي، وأن نظام التحكم بالإشارات والمحولات كان يعمل على الوجه المطلوب، وأن فترة الراحة المجدولة للقائد والمساعد بين الرحلات كانت كافية ومؤهلة لهما من الناحية الصحية والذهنية للقيام بالرحلات، كما اتضح من معاينة الموقع عدم وجود أجسام أو قطع خارجية أو تخريب في الخط الحديدي أو في المحولات قبل جنوح وانقلاب القاطرة.

وأضافت أن السبب المباشر في وقوع الحادث يعود لعدم تقيد قائد القطار ومساعده بأنظمة وقوانين وقواعد التشغيل لنظام الإشارات والاتصالات وعدم اتباعهما مدلول الإشارات وتجاهلهما التعليمات ومن بينها عدم قيام القائد بالإبلاغ عن تسليم القيادة للمساعد، وعدم الوقوف التام وإبلاغ ذلك لمراقب سير القطارات قبل أن يقوم الأخير بإعطاء التصريح أو الإذن المناسب، إضافة إلى ضعف الإشراف على العاملين بغرفة التحكم المركزية من قبل رؤساء الوردية.

وأوضح التقرير، أن المؤسسة قامت على الفور باتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين آلية الأداء والسلامة من بينها تعيين خبير تشغيل دولي له خبرة طويلة في مجال إدارة تشغيل القطارات ليتولى المهام التنفيذية لإدارة التشغيل بغرفة التحكم المركزية حيث قام مباشرة بوضع خطة عمل مكونة من ثلاث مراحل جار العمل على تنفيذها، كما قامت كذلك بمتابعة إنهاء تشغيل نظام التحكم الأوروبي في حركة القطارات "ETCS" وإرسال التسجيلات الصوتية التي دارت بين طاقم القطار ومركز التحكم إلى المختبر الهندسي لمجلس سلامة النقل في "أوتاوا" بكندا لتحسين التسجيلات ومعرفة ما دار تماماً من حديث قبل وقوع الحادث، إضافة إلى تقييم المخاطر المحتملة ووضع مقترحات لتجنبها وتوزيع الأدوار بشكل أكثر فاعلية، كما أصدرت تعليمات مشددة لمنسوبي التشغيل تلزمهم باتباع قواعد نظام الإشارات والتقيد بها مع التأكيد على توقيع عقوبات صارمة على كل من يخالف ذلك.

وكانت "الوطن" نشرت في عددها الصادر الأول من شهر يوليو 2012 خبراً بعنوان "تحقيقات حادثة القطار: القائد متهور".