هل بالفعل ما كتب من أبحاث ومؤلفات حول الإسلام بعد 11 سبتمبر كفيل بتصحيح الصورة عن الإسلام والنبي محمد صلى الله عليه وسلم في العالم، أم إن الهدف من الإساءة للإسلام سيظل موضة أو ورقة سياسية تلعب بها أي دولة تنتج فيلما عن الرسول محمد؟ بلجيكا الآن ترفع درجة "الإنذار الإرهابي" من صفر إلى 3 على سلم من أربع درجات تحسبا لاضطرابات قد يثيرها بث فيلم فيديو الأسبوع المقبل على الإنترنت ينتقد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. وهذا الفيلم بعنوان "النبي البريء"، أعده باكستاني يقول إنه ترك ديانة الإسلام ويعيش في إسبانيا، وإنه استلهم فكرة الفيلم من الفيلم الأميركي "براءة المسلمين" الذي بث على "يوتيوب" وتسبب بموجة احتجاجات ضد أميركا في دول إسلامية في آسيا والشرق الأوسط.

لا أعتقد أن الغرب يعيش في عزلة عن العالم الإسلامي، ويعرف جيدا ما هو الإسلام، ويعرف أيضا من هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن في نفس الوقت كثير من الدول الغربية تستغل ما أحدثه "مخربو الدين"، أو من سمحوا للغرب بأن يكون المسلم شبهة في أي مكان من خلال أعمالهم الإرهابية والتخريبية. نعم إنهم يستغلون ذلك في تشويه صورة هذا الدين، ومن ينتمون إليه بإعلامهم وأفلامهم، ويضعون لنا في الواجهة شخصا كان يوما محسوبا على الإسلام، كي يغرسوا في عقول نشئهم وشبابهم فكرة أن منتج هذا الفيلم كان يوما مسلما وها هو يتبرأ من دينه، وما ذلك إلا فرية على الإسلام وأهله الحقيقيين.

في الوقت نفسه يجب أن نعترف أننا نتحمل جزءا من مسؤولية ما يحدث، ونعترف أننا فشلنا في تقديم ديننا إلى العالم بالصورة الصحيحة، وفشلنا في أن نعرف العالم عن ديننا ونبينا حتى قبل أحداث 11 سبتمبر، وفشلنا أيضا أن نتعامل مع سياسات هذه الدول ومعرفة حقيقة استغلالها الدين في تشويه حضارات الشعوب، واستخدامها مصطلح "حرية التعبير" للتقليل مع مكانة المسلمين ودينهم. وأجزم أن بلجيكا نفسها لن تسكت لو ظهر فيلم يسيء إلى أبسط رموزها، فما بالك بشريط سينمائي يبث على أرضها وينتقد ديانتها الرسمية؟