وجَّه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي اللجنة العسكرية بالتحقيق في ملابسات التراشق المتبادل بالنيران بين قوات النجدة والحراسات المكلفة بحماية وزارة الداخلية أول من أمس ومحاسبة القيادات الأمنية التي تسببت في تصعيد معاناة قوات النجدة لتصل إلى حد افتعال العنف واقتحام حرم مقر وزارة الداخلية، بالإضافة إلى محاصرة وزارة المالية من قبل جنود يتبعون قوات الأمن المركزي. وكان المئات من قوات شرطة النجدة قد اقتحموا مبنى وزارة الداخلية وسيطروا عليه لساعات قبل أن ينسحبوا ويمنحوا الوزارة مهلة يومين لمعالجة أوضاعهم المالية، واستلام مستحقاتهم التي قالوا إنها موقوفة منذ أكثر من 5 سنوات.

من جهة أخرى تسبب الكشف عن إحباط عدد من الهجمات الانتحارية وتفكيك 4 عبوات ناسفة تمت زراعتها بشكل متفرق في مناطق مكتظة بصنعاء وعدن من قبل مجهولين يعتقد بانتمائهم لتنظيم القاعدة في زيادة المخاوف الشعبية المتصاعدة من تداعيات تفاقم حالة الانفلات الأمني السائدة والتصاعد المطرد لتهديدات التنظيم وإمكانية استهدافه للمناطق والأماكن العامة، الأمر الذي دفع المواطنين للإحجام عن ارتياد الأسواق التجارية المزدحمة التي تقدم عروضاً تنافسية للترويج لسلع موسمية كالمواد التموينية الخاصة بشهر رمضان وملابس العيد.

وتسببت عودة بعض مقاتلي جماعة أنصار الشريعة التابعة لتنظيم القاعدة في عدد من المناطق التي تم تطهيرها بمحافظة أبين، جنوب البلاد، في تجدد المخاوف الشعبية من تزايد احتمالات اندلاع مواجهات مسلحة بين الجانبين وقوات الجيش المعزَّزة بفرق اللجان الشعبية المسلحة وهو ما دفع كثيرا من العائلات النازحة والموزعة على حوالي 80 مدرسة ومنشأة تعليمية بعدن إلى التراجع عن توجهاتها بالعودة للإقامة في مخيمات إيواء موقت أعدت من قبل السلطات المحلية.

على صعيد آخر سيطرت الشرطة على أعمال شغب نفذها مئات اللاجئين الإثيوبيين في معسكر خرز بمحافظة لحج، جنوب البلاد، عندما قام هؤلاء بإغلاق المخيم وقطع الطرق المؤدية إليه ومنع لجان الإغاثة الدولية من ممارسة مهماتها الإنسانية منذ الجمعة الماضي قبل أن يعاد فتح المخيم ليل الأحد.