كتب الكثيرون وسيكتبون، وقالوا وسيقولون عن الإطلالة المباركة لخادم الحرمين الشريفين وهو يستقبل الذين قدموا للسلام عليه والاطمئنان على صحته عقب العملية الجراحية التي أجريت لمقامه الكريم، وتكللت بالنجاح ـ أدام الله عليه الرعاية والعناية ـ والتي نثرت مشاعر الفرح والسرور في قلوب أبنائه من المواطنين والمقيمين، وأبناء الأمتين العربية والإسلامية، بعد أن تابع جميعهم وبكل اهتمام صحة المليك، ولهجوا لله ـ الشافي المعافي ـ بالدعاء له حباً وصدقاً بتمام الأجر والعافية ليكمل مسيرة التطوير والتجديد والإصلاح في بلادنا المباركة.
الكتابات والكلمات وفاءٌ وعرفانٌ وتقديرٌ في محله بلا شك، وهي تعكس المشاعر الصادقة التي جسدت وتجسد مدى العلاقة المتينة بين قيادة هذا البلد ومواطنيه، وتجلت من خلالها بحمد الله قوة الوحدة الوطنية في أجمل صورها وأصدقها.. قوة الوحدة الوطنية ومتانة لحمتها حضرتها بنفسي الثلاثاء الماضي، ورأيتها بعيني في أعين الذين توافدوا ويتوافدون إلى مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض وهم يطمئنون على صحة ولي أمرهم، من خلال نظرات وابتسامات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ومن خلال السلام والكلام مع أنجال خادم الحرمين الشريفين الأمراء خالد ومتعب وعبدالعزيز وفيصل ومشعل وتركي وسعود ومنصور ومحمد وماجد وسعد ومشهور وبدر وسلطان وبندر ـ بارك الله فيهم، وأدام عليهم نعمة البرـ .
الإمام أبو حامد الغزالي، الفقيه المعروف، والملقب بحجة الإسلام وزين الدين، وأحد أهم أعلام عصره، وأحد أشهر علماء الدين في التاريخ الإسلامي يرى أن «الوحدة الوطنية تتحقق من خلال الحاكم الذي يمثل الشعب وأساس وحدته، وكونه محور اتفاق الإرادات المتناقضة.. »، ودون الحاجة إلى أن أسهب في ذكر مفاهيم أخرى قالها علماء الفكر لتحديد مفاهيم الوحدة الوطنية، وبدون أن أخوض في الأجواء السياسية والثقافية والاجتماعية المحيطة بنا أؤكد على أننا سنظل بفضل الله ـ سبحانه وتعالى ـ نرفل في نعيم الوحدة واللحمة طالما نهجنا نهج قيادتنا المباركة في أمور كثيرة، وعلى رأسها وفي مقدمتها تجاوز أو وضع الحد لأي دعوةٍ تقوم على الإلغاء والإقصاء لهذا الطرف أو ذاك، ووقف أي نظرة تعتبر أن التعددية والاختلافات الطبيعية بين مكونات المجتمع من عوائق الوحدة، وأنها مضادة للتوافق الداخلي..
شفاء المليك والفرح الذي رأيته أعده أقصر الطرق لتطوير مفهوم الوحدة الوطنية ليستوعب كل حالات التغاير في وجهات النظر، ليكون مفهوماً منفتحاً على كل الآراء المتنوعة؛ فالوحدة الحقيقية والصلبة لا يمكن أن تعيش وتتواصل إلا في ظل الاختلاف المشروع، والاعتراف بالآخر وجوداً وفكراً. وإذا أردنا مقاربة تلك الأفكار والتصورات بصورة جادة فاعلة، فما علينا إلا أن نسهم بشكل فاعل في استكمال المشاريع الإصلاحية التي أطلقها ويطلقها دوماً خادم الحرمين الشريفين، وأن نحذر كل الحذر من المشاريع المضادة القائمة على تنفير الناس أو اجتثاثهم أو اتهامهم وتخوينهم.. مختصر القول؛ تعميق الوحدة الوطنية ليس حلماً رومانسياً، بل عمل حقيقي، وكما يقول الخبراء: "لا شيء يأتي من لا شيء".. اللهم يا رب كل شيء بقدرتك على كل شيء، اغفر لنا كل شيء، ولا تسألنا عن شيء، وصلِّ بجلالك وكمالك على من كانت الصلاة عليه طباً ودواءً للقلوب، وعافيةً وشفاءً للأبدان، ونوراً وضياءً للأبصار، وقوتاً وغذاءً للأرواح.