تلتف العديد من البائعات حول بسطات تحتل مساحة صغير يعرضن عليها منتجاتهن من العود والكحل والمعمول وكريمات تبييض البشرة إلى جانب قطع القماش الملونة التي يتدوالها العديد من السيدات في شهر رمضان، وعرفنا هؤلاء بـ"بائعات المواسم" حيث تتكرر مشاهد ظهورهن خلال شهر رمضان أغلبهن سعوديات حكمت عليهن ظروف المعيشة بفرش بسطات أمام واجهات المحلات في الأسواق الشعبية، مما يتسبب في حدوث ازدحام وصعوبة في أثناء التسوق، رغبةً منهن في الحصول على دخل يعينهن في توفير احتياجات أسرهن خلال شهر رمضان.

وذكرت البائعة "أم تركي" أنها تمارس مهنة البيع قرابة 12 عاما، حيث اعتادت كل عام في شهر رمضان على المجيء لسوق البدو وبيع المنتجات التي تعرضها على السيدات اللاتي أصبحن زبائن لها من شتى أنحاء جدة، وأكدت أنها لا تمارس مهنة البيع في جميع الأشهر بل تقتصر على المواسم كرمضان والحج، موضحة أنها تأتي من قرية تبعد عن مدينة جدة ما يقارب 130 كلم وتفضل المواسم لعرض منتجاتها، وتضيف أنها تعول أبناءها من دخل هذه البسطة الذي يتراوح بين 190 إلى ثلاثمائة ريال في اليوم.

تقول في شهر رمضان تكثر الطلبات من قبل السيدات على الكريمات والصابون والمعمول المخلوط بالعود، إلى جانب زيوت الشعر المختلفة التي يتم جلبها من إيران والبحرين وتركيا من قبل مندوب متعاون مع معظم البائعات في السوق.

من جهتها تصف فاطمة أحمد بائعة بسطة منذ ما يقارب 4 سنوات بائعات المواسم بأنهن يختلفن عن بائعات البسطات الأخريات، وأنهن لا يظهرن في كافة أيام السنة، مطالبة بتوفير سوق مخصص للبائعات بحيث تستطيع من خلال هذا السوق كل بائعة أن تعرض بضاعتها في أجواء مكيفة حتى يتم حمايتهن من سوء الأحوال الجوية، مشيرة إلى أنها تحضر منتجاتها من الصابون والزيوت والكحل ومعطرات الفرش من البحرين بعد القيام بزيارة مملكة البحرين وإحضار المنتجات المرغوبة لدي السعوديات وخاصة العود والبخور. وأكدت البائعة كريمة المطيري أن هناك مضايقات تتعرض لها بائعات المواسم من قبل أصحاب المحلات حيث يتذمرون من وجود البائعات أمام واجهات المحلات، كذلك الأجواء الحارة داخل السوق - باعتبار أنه من الأسواق الشعبية - تحدث الكثير من القلق والتوتر للبائعات والإرهاق، وأصابت البائعات الكبيرات بالدوار وعدم القدرة على التحمل، مؤكد أن البسطات موجهة لذوي الدخل المحدود لاحتوائها على منتجات بأسعار مخفضة، فما يتم عرضه عن طريق البسطات يلبي حاجات ضرورية عند شريحة ليست صغيرة من أفراد الأسر.

من جهته يري البائع في سوق البدو عبدالله صلاح أن ما تقوم به البائعات من فرش بسطات بشكل عشوائي يحدث نوعا من الفوضى داخل السوق، معتبرا أن وجودهن بدون تخصيص أماكن لهن يحدث لهن توترا خاصة أنهن يظهرن في المواسم ولا يمارسن المهنة طيلة العام، وأضاف أن بائعات المواسم في سوق البدو يتميزن بعرض منتجات تحضر من دول الخليج مما يميز منتجاتهن عن غيرهن من البائعات الأخريات اللاتي يقمن بعرض منتجات مقلدة ومغشوشة.

من جهته أكد رئيس بلدية جدة التاريخية سامي نوار أن دور البلدية يتمثل في تنفيذ جولات صباحية ومسائية على الباعة والبسطات المخالفة، كاشفا أن مستودع بلدية البلد يضم العديد من الكميات الكبيرة من البضائع المصادرة من قبل أفراد الجولات التفتيشية، مشيرا إلى أن البائعات اللاتي يظهرن في المواسم يعتبرن من المخالفات للأنظمة والقوانين مما يجعل أفراد الفرق التفتيشية يقومون بمصادرة بضائعهن التي تعرض، موضحا أن أفراد الفرق التفتيشية يتعرضون لكثير من الشتم من قبل البائعات عند مصادرة بضائعهن.