يمثل الشباب الشريحة الأكثر قدرة على العطاء في أي مجتمع من المجتمعات، لأن ما يمتلكه الشباب من القوة والنشاط تجعله يشارك في كل ميادين البناء والتعمير، كما يلعب الشباب دورا في تحقيق التنمية الاجتماعية الشاملة بالمشاركة في مجالاتها المختلفة، فمستقبل أي وطن ومجتمع يكون نابعا من طاقات عناصرها الشابة، كونهم الركن الأساس الذي ينبغي أن ترتكز عليه المجتمعات في تنميتها وتطويرها وسعيها نحو الأفضل، لأن مرحلة الشباب وحسب طبيعتها الديناميكية في كافة المجالات لديها حب إثبات الذات وإبراز القدرات من الناحية الاجتماعية، لذا ينبغي تشجيع الشباب على الانخراط والمشاركة في الرأي العام، وإعطاء الفرصة للأكفاء منهم، لكي يصلوا إلى المنابر ليدافعوا بأنفسهم عن قضاياهم.

ونظرا لكون الميل إلى الانتماء من أهم الميول التي تحكم سلوك الشباب في تعزيز ثقافة التسامح فإن للمدارس في المرحلة الثانوية خاصة والجامعات والأندية الأدبية وحتى الكروية وخطب الجمعة ومجالس العائلات دورا كبيرا في تحقيق رغبة الشباب للعمل مع الجماعة، كما أن لهذه الأماكن مجتمعة دورا كبيرا في تحقيق ذات الشباب والإحساس بكينونتهم، وذلك من خلال تقديم قيم ترضيهم وترضي عنهم مجتمعهم، الأمر الذي يؤدي إلى تحقيق توافقهم الاجتماعي.

وعادة فإن الشباب مستقبليون، وبالنسبة لهم تزداد أهمية القيم المرتبطة بالمستقبل، والرغبة في التغيير.

إن لدى الشباب ميول الانتماء والولاء للجماعة، وهم طاقة إنسانية تتميز بالحماسة والاستقلالية، ونشر ثقافة التسامح يقوم على التفاوض لأنه أسلوب يقرب وجهات النظر، وأيضا البحث عن نقطة تجمع ـ وبنسب معقولة ـ فكرة قبول المطروح للاقتناع به، وتقريب وجهات النظر لتحقيق مبدأ التسامح كبداية للتعود عليه. لأن التسامح حالة لا يستطيع كل فرد قبولها بطريقة سريعة.