في طريقي إلى مكتبي في الصباح، وعبر إذاعة الرياض، استمعت إلى لقاء مع مسؤولي الشؤون الهندسية في وزارة الإعلام، وكان الحديث عن افتتاح مراكز إذاعية وتلفزيونية في كل من: حائل، وجازان، وجدة، وأجريت لقاءات مع مجموعة من المشرفين عن هذه المشاريع، وسررت كثيرا بأننا نواكب التطور التقني في المجال الإذاعي والتلفزيوني، وهذا ليس مستغرب عن رجال عرفتهم عن قرب خلال عملي في التلفزيون، وتنقلي بين العديد من الإدارات.

ليس هذا الموضوع، الموضوع هو هل لدينا من يدير الأستوديوهات الحديثة بنفس الجودة التي صنعت من أجلها في هاتين الوسيلتين الإعلاميتين، في رأيي قبل أن تؤمن هذه التقنيات الحديثة، يجب أن نجد من يدير هذه الوسائل الحديثة في الإنتاج، وأن نوجد أيادي وعقولا تتعامل مع كل جديد في المجال الإذاعي والتلفزيوني، وبدلا من أن توقع العقود وتؤمن هذه التقنيات الحديثة، يتحتم أن نصقل مهارات الشباب الذين سوف يديرونها، فالشركات التي تجهز هذه الأستوديوهات وأجهزة التصوير والتسجيل، يجب أن نفرض عليها التدريب بشكل مكثف، وأن نبحث عن مواهب قادرة على أن تتعلم، وأن تطور ذاتها حتى تستطيع أن تتعامل مع الجهاز بكل شفافية، لكي يكون المنتج الفني عملا إبداعيا.

نحن بحاجة إلى كثير من الشباب القادرين على إدارة هذه التقنيات، ولكن الدورات ليست كافية، ويجب التركيز على من له موهبة في التعامل مع هذه التقنيات. وبوجود هيئة الإذاعة والتلفزيون نأمل أن تكون قادرة على فرز تلك المواهب، وعلى تنمية العنصر البشري، انطلاقا من أنها أمام مسؤولية كبيرة، في ظل منافسة تتنامى، لأن المتلقي الآن لا يرضى بأي منتج، وهذا يستلزم التركيز على الفكر حسب المنهج العلمي، وهو من أهم مراحل البناء في أي منشأة إعلامية.

لن نعود إلى الوراء بل نسعى إلى تطلعات فنية وإعلامية وإبداعية.