يتضمن كتاب "الطبيب البدوي . . مغامرات ضابط ألماني في الشرق الأوس" سلسلة من المغامرات العجيبة، والمطاردات، والمفاجآت، والمواقف العصيبة التي مر بها طبيب ينتمي إلى قوات المحور في مصر وتعلم العربية وألم بعادات العرب ولبس ثيابهم وحارب معهم وعاش تفاصيل حياتهم اليومية.
وعاصر المؤلف الرحالة الألماني هربرت بريتسكه أحداثاً تاريخية خلال الحرب العالمية الثانية وشارك ضمن مجموعة من المتطوعين الألمان للقتال في فلسطين إلى جانب القوات العربية التي كانت تتصدى للصهاينة خلال الفترة ما بين 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 1947 (صدور قرار مجلس الأمن بتقسيم فلسطين) و15 مايو/ أيار 1948 (جلاء الانتداب البريطاني وإعلان قيام "إسرائيل").
وزار الطبيب الألماني العديد من الدول العربية مصر وفلسطين ولبنان والسعودية وسلطنة عمان التقى خلالها بشخصيات قيادية.
ويعلق مترجم الكتاب الدكتور أحمد ايبش في المقدمة على أحد الفصول التي تضمنها الكتاب حول تطوع المؤلف إلى جانب القوات العربية التي كانت تتصدى للصهاينة قائلاً "نستخلص من رواية بريتسكه للأحداث وصفاً حياً لشاهد عيان كان على درجة عالية جداً من الاطلاع، والتقى بكثير من الشخصيات القيادية في الجانب العربي، ويدرك القارئ لكتابه مدى الصور السلبية التي سادت آنذاك من انعدام المسؤولية والارتجالية، وضعف التنسيق أو انعدامه، والتنافس والحسد بين القادة، وانعدام الاحترافية في القيادة والسياسة والقتال، وضعف التدريب العسكري، والانحدار في النواحي اللوجستية من تموين وتسليح واتصال وترابط وتخطيط".
ويضم الكتاب 27 فصلاً حول رحلة المؤلف في المنطقة العربية .. من بينها "أصبحت بدوياً" و"كوليرا في الصحراء" و"الحملة على خان يونس" و"الهروب من يافا" و"القتال عند الغدير" و"وجدت وطناً".