أدرك عدد من السيدات المكيات أهمية الرياضة ودورها الفاعل في تجديد الحياة، والشعور بالنشاط والعناية بالصحة الجسدية والنفسية، وقررن ممارسة الرياضة مهما اختلفت ظروف الزمان والمكان.

ومن داخل أروقة أحد النوادي الصحية النسائية بمكة المكرمة التقت "الوطن" عددا من المشتركات بالنادي، في البداية قالت أم براء -ربة منزل- أمضت نحو 7 أشهر بالنادي: إنها خسرت خلال هذه الفترة 14 كيلو من وزنها، وإن ذلك أعطاها دافعا لارتياد النادي خلال شهر رمضان المبارك، فالرياضة بالنسبة لها ضرورة حتى تحافظ على صحتها ورشاقتها وجمالها.

وأوضحت الطالبة بالمرحلة الثانوية مروة محضر أن حضورها للنادي بشهر رمضان مقترن بظروف والدها، غير أنها لن تتوقف عن ممارسة رياضة المشي عوضا عن "الإيروبيك" مستفيدة من شهر رمضان لتحقق الوزن المثالي الذي تطمح له.

وترى مشتركة برنامج "التحدي" دلال أبوطبيخ أن شهر رمضان المبارك فرصة يجب استثمارها للتخلص من الوزن الزائد، بالاستمرار في ارتياد النوادي الصحية، لافتة إلى أنها خسرت خلال 6 أشهر وباتباع حمية غذائية نحو 27 كيلو من وزنها، ودعت أبوطبيخ جميع السيدات والفتيات إلى ضرورة ممارسة الرياضة للحفاظ على الصحة واللياقة، بالإضافة إلى أن السيدة التي تمارس الرياضة تبدو أصغر سنا من عمرها الحقيقي.

في حين أكدت نجلاء السبهاني أنها خسرت 28 كيلو من وزنها خلال 6 أشهر وأنها تطمح إلى خسارة مزيد من وزنها وأنها ستتخلص من الشعور السلبي نحو نفسها وذلك بالاستمرار في ارتياد النادي خلال شهر رمضان، فالرياضة بالنسبة لها تحد وإصرار على تحقيق هدفها للوصول للوزن المثالي.

إلى ذلك دعت مدربة اللياقة البدنية الكابتن تغريد عبدالحميد إلى ضرورة ممارسة الرياضة، واستثمار شهر رمضان في إنقاص الوزن، لافتة إلى أن المواظبة على صلاة التراويح والمشي يوميا يعد بديلا عن الرياضة إذا تعذر على السيدة الحضور للنادي خلال شهر رمضان، مؤكدة أن الرياضة هي الطريق الصحي والأمثل لحرق السعرات الحرارية الزائدة، فيجب على كل سيدة أن تخسر ما بين 1400-1600 سعر حراري يوميا حتى تحافظ على وزنها ورشاقتها، وأن تحرص على ممارسة الرياضة من ساعة إلى ساعة ونصف يوميا، مع الأكل المنتظم وشرب كميات كبيرة من الماء من 2-3 لترات فالماء يشكل الوصفة المثالية لحمية ناجحة، كما يحافظ على نضارة البشرة.

وأضافت الكابتن شيماء شعبان: من الأخطاء الشائعة لدى الرياضيين عدم شرب الماء أثناء الرياضة وتعطيش النفس، وأن ذلك يعد أمرا خاطئا بل يجب شرب الماء أثناء التمارين الرياضية حتى يروي الرياضي عطشه دون الشعور بالامتلاء، مشددة على ضرورة تناول العصائر الطازجة والمستخلصة من فاكهة منخفضة السعرات الحرارية بشكل يومي مع الحرص على تناول عنصر المغنيسيوم الموجود في الموز والذي يزيد من معدل التركيز والكالسيوم في الحليب والحديد في التفاح خاصة للسيدات، لافتة إلى أن شهر رمضان يدخل روح التنافس بين المشاركات في الأندية الرياضية، ومن هذا المنطلق استحدث النادي برامج رياضية ترفيهية خلال شهر رمضان لكسر روتين الرياضة التقليدية.

ومن جانبها حذرت اختصاصية التغذية صباح إسماعيل، من تناول الوجبات السريعة خاصة في وجبة السحور لما لها من تأثير سلبي على الوزن والصحة كونها مأكولات غنية بالسعرات الحرارية، بالإضافة إلى عدم التأكد من نظافتها أثناء إعدادها، داعية ربات البيوت إلى ضرورة التركيز على تنوع أصناف المأكولات وتحديد الكميات بما يحقق الشبع دون الزيادة خلال شهر رمضان. وترى إسماعيل أن الفطور في رمضان يعد وجبة مكتملة إذا احتوى على 3 تمرات وكأس ماء كبير وكأس متوسط من العصير وطبق شوربة مع قطعة من المعجنات وسلطة خضراء وطبق من سلطة الفاكهة كبديل للحلويات، مشيرة إلى أنه لا بأس من وجبة عشاء بعد صلاة التراويح بحيث تكون غنية بالخضروات والفاكهة مع تقليل عنصر النشويات، وأن تكتفي السيدة بكأس حليب أو لبن في السحور.

"الوطن" التقت بمديرة أحد الأندية الرياضية النسائية في مكة المكرمة أماني الخوتاني، التي أكدت أن 70% من السيدات المكيات أصبح لديهن وعي بأهمية الرياضة ويرتدن النوادي الرياضية من باب الضرورة وليس الترف، وتنصح الخوتاني السيدة بمراعاة جودة الأجهزة واتساع المكان ومهنية مدربات اللياقة في اختيار النادي الصحي، لافتة إلى أن ناديها وكأول ناد في مكة المكرمة يضع برنامج "التحدي" للمشتركات ويرصد له جوائز مالية تقدر بمائة ألف ريال توزع على ثلاثة فائزات حسب الترشيح ونسبة خسارة الوزن، بالإضافة إلى أن النادي يخصص دورات تدريبية لتخريج كوادر سعودية مؤهلة كمدربات لياقة قادرات على مزاولة مهنة التدريب بالنوادي الرياضية النسائية.