اليوم لست بحاجة لنفض أرشيفك القديم للبحث عن مسرحية كوميدية، الطريقة الأسهل للضحك اليوم هي الاستمتاع بمشاهدة مؤتمر صحفي للاعب أجنبي قدم حديثا للعب في أحد الأندية السعودية، ننصحك قبل مشاهدة تلك المسرحية ألا تكون مصابا بأنفلونزا حادة حتى لا تقضي إحدى فقرات العرض على البقية المتبقية منك، يجب أيضا أن يكون ظهرك في كامل عافيته لأنك حتما ستستلقي عليه من شدة الضحك! ماذا عن حبالك الصوتية؟ هل هي مستعدة لاستقبال جرعة الضحك المكثفة؟ إذا لم تكن كذلك فننصحك بتأجيل مشاهدة المسرحية إلى وقت لاحق!

هل أنت جاهز لبدء العرض؟ جميل جدا، ما رأيك في العبارة التي سيقولها بطل المسرحية بعد قليل والتي تفيد بأنه ترك عرض "إنتر ميلان" الإيطالي و"أياكس أمستردام الهولندي" و"موناكو الفرنسي" من أجل عيوننا! أليست هذه هي قمة "الكوميديا" يا قوم؟ أليس هذا "الممثل" اللاعب جديرا بجائزة "الأوسكار" لأفضل ممثل يتقمص أدوارا أكبر منه بكثير؟

هل استلقيت على ظهرك من الضحك؟ تفضل إذن جملة أخرى، "حصلت على جائزة أفضل لاعب في ثلاث بطولات كبرى"! و"الإفيه" السابق يتكرر دائما في كل عرض ومع كل بطل، أما بعد عملية قصيرة من البحث والتحري والتقصي عن هذه البطولات التي حصل على نجوميتها فستكتشف الجماهير أن إحدى البطولات كانت "تنشيطية"! والأخرى لم يشارك فيها سوى ثلاثة أندية! بينما الأخيرة كانت بمثابة بيضة الديك التي لا تتكرر مطلقا!

أرجو ألا تذهب بعيدا، فلا يزال هناك فصل أخير من مسرحية اللاعب الجديد، يظهر "البطل" بعد شهرين من المؤتمر الصحفي السابق ممتطيا صهوة "الليموزين"، يسارع الخطى نحو المطار، خاليا من كل أفراد زفة الاستقبال، متوجها نحو صالة المغادرة، وقبل أن يستلم بطاقة صعود الطائرة، يخرج "آلته الحاسبة" ثم يقوم بسلسلة حسابات بسيطة، ثم يعيدها برضا في جيبه بعد أن اطمأن على الجدوى الاقتصادية لمشروعه في السعودية!