تبدأ اليوم في إسطنبول مباحثات بين المعارضة السورية والحكومة التركية تتعلق بتبعات دخول ستة من القيادات الميدانية لحزب العمال الكردستاني بقواتهم لداخل الأراضي السورية. وأكدت مصادر في المجلس الوطني السوري لـ"الوطن" أن كافة التصريحات المتعلقة بنفي دخول عناصر حزب العمال هي "ذر للرماد في العيون"، مبيناً أن قوات بشار الأسد انسحبت من الشريط الرابط بين كردستان العراق وسورية لتدخل قوات حزب العمال أمام أنظار عناصر المخابرات والجيش السوري، مما يهدد وحدة الأراضي السورية. وقال المجلس الوطني إن حزب العمال وضع نقاط مراقبة تابعة له بالقرب من المخافر الحدودية التابعة لمفارز الأمن السوري.
يذكر أن الحدود السورية مع الحدود الإدارية لإقليم كردستان العراق تمتد لنحو سبعة كيلومترات فقط وتجاور محافظة دهوك، فيما تقع الحدود السورية العراقية ضمن المناطق الإدارية لمحافظة نينوى، وتتولى حمايتها قوات حرس الحدود التابعة لوزارة الداخلية العراقية وتم تعزيزها بقوات من الجيش منذ توالي انتصارات الجيش الحر وسيطرته على منافذ حدودية مع العراق. واعتبرت المصادر أن هناك مؤامرة تديرها القوى السياسية في العراق للسماح بدخول حزب العمال لإرسال رسالة تهديد بأنه "سيضر بوحدة العراق في حال عدم تخفيف الضغوط عنه". وقالت "نظام يهدد وحدة سورية سيزيد إصرارنا على محاربته لانه غير مدرك لخطورة اللعبة التي يمارسها". وأكدت أن القيادات الكردية التي تشارك في المباحثات مستوعبة لأهمية الحفاظ على وحدة سورية وصعوبة الانفصال لأن محاولة تنفيذها تعني إشعال حرب أهلية بين القوى الكردية والقبائل العربية المتداخلة في مناطقها مع مناطق الأكراد".
وشددت المصادر على أن القلق متزايد بين الجيش الحر والمجلس الوطني والحكومة التركية فيما يتعلق بتحركات كردية غير مبررة تتعلق برفض مشاركة القوات التابعة للجيش الحر في العمليات الواقعة ضمن النفوذ الكردي. وقالت "هناك تطمينات تأتي ونتمنى أن تكون صحيحة لأنها تعني باختصار أننا سنفتح جبهة جديدة وسيدفع ذلك القبائل التي تعتبر محايدة حالياً للدخول ضمن الثورة لطرد العناصر الدخيلة من جانب وإغلاق هذا الملف للأبد من جانب آخر".