أثارت البراءة كثيرا من تساؤلات الأطفال، وطرح الأسئلة على آبائهم، حينما شاهدوا تدفق جموع المواطنين والمقيمين إلى مكان جمع التبرعات الخاصة بإغاثة الشعب السوري، في ساحة إستاد الأمير فيصل بن فهد، بحي الملز في العاصمة الرياض، الأول خفت عليه الحقيقة المحزنة لحال سورية عندما سأل طفل والده "بابا وين تروح كل هذي؟" ولم يستوعب الكم الهائل من التبرعات المادية والعينية، والطفل الآخر عندما شاهد الحضور الكثيف، ولفتت كشافات الملعب انتباهه قال لوالده "بابا فيه مباراة هنا؟" ظنا منه أن هناك مباراة تقام في هذا اليوم، والطفل النائم لم يمنعه سباته العميق من الحضور مع والده، الذي يدفعه في عربة الأطفال إلى صناديق التبرعات، بينما بدت ملامح السعادة على طفل قدم متوشحا العلم الأخضر للمساهمة في نصرة سورية.

وخلال الأيام الخمسة الماضية، شهدت جميع المقار الخاصة بحمع التبرعات لمنكوبي سورية تدفقا كبيرا من أهالي الخير من الجنسين إلى أماكن استقبال التبرعات منذ بدء الحملة بعد صلاة العشاء إلى وقت السحور، وذلك استجابة لدعوة خادم الحرمين الشريفين، وحرصا على المساهمة في الحملة وما زال الأمر الملفت، هو اهتمام الآباء وحرصهم الشديد على أخذ أبنائهم إلى صناديق التبرعات وتعويدهم على المسارعة في فعل الخير.

يذكر أن الدعم النقدي المقدم للحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سورية التي وجه بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، كسر حاجز الـ200 مليون ريال، إضافةً إلى التبرعات العينية: من مواد غذائية وطبية وأدوية وملابس وخيام وبطانيات وأغطية ومجوهرات.

في حين فتحت لجان التبرعات أبوابها طيلة الأيام الخمسة الماضية من بعد صلاة العشاء والتراويح وحتى الساعة الثالثة فجرا، سيتم استقبال التبرعات العينية في إمارات المناطق إلى يوم الاثنين القادم 1433/9/11 لتلقي التبرعات العينية، وذلك بإشراف مباشر من وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز.