لم يمنع ارتفاع درجات الحرارة في مدن وقرى محافظة الأحساء خلال أيام شهر رمضان الشباب من ممارسة هواية ركوب الجبال والتلال بـ "الدراجات النارية- رباعية العجلات"، إذ ما زالت هذه الهواية تلقى رواجاً كبيراً بين أوساط الشباب قبل الإفطار في جبل الشعبة "كنزان" شمال الأحساء، وباتت هذه الهواية إحدى أبرز اهتماماتهم قبيل ساعات الإفطار.

واستقطبت هذه الهواية منذ اليوم الأول لشهر رمضان أعداداً كبيرةً من المهتمين بها، ولم تقتصر على السعوديين فقط بل شاركهم فيها مجموعة من المقيمين وأبناؤهم، وأصبحت تشكل متعة كبيرة للصغار والكبار.

وأوضح إيهاب خالد "سوداني" يعمل في تأجير الدراجات النارية على الكثبان الرملية المجاورة لجبل الشعبة بالأحساء، أن شهر رمضان وفصل الشتاء يعتبران من أفضل المواسم بالنسبة لتأجير الدراجات النارية، وأنه ومجموعة أخرى من العاملين في هذا المجال يحرصون على توفير أعدادٍ كبيرة من الدراجات لتلبية الطلب المتزايد على التأجير وصيانتها قبل شهر رمضان وقبل فصل الشتاء استعداداً للموسمين –على حد قوله-، مبيناً أن سعر التأجير 80 ريالا للساعة الواحدة، ويقتصر تأجير الدراجة على الشبان الذين تزيد أعمارهم عن 17 عاماً، مؤكداً أنه ليس هناك أي استغلال للمناسبة في رفع السعر، بل إن الجميع يعمل على تخفيض سعر الإيجار للفترات الطويلة، لافتاً إلى أن إجمالي عدد الدراجات النارية الجاهزة للإيجار في موقع الجبل أكثر من 120 دراجة نارية، وأن هذا الجبل اكتسب شهرة واسعة في الآونة الأخيرة في استقطاب الشباب الهواة لركوب الدراجات النارية في التلال الرملية ليس للأهالي في الأحساء بل امتد للهواة في محافظات المنطقة.

وأبان ناصر المرشد "هاوٍ"، أنه بدأ في ممارسة هذه الهواية منذ أكثر من 3 أعوام، ويزداد شغفه بممارستها من بعد صلاة العصر حتى قبيل أذان المغرب في أيام شهر رمضان، وأنه يستأجر الدراجة النارية بواقع ساعتين إلى ثلاث ساعات عندما يحضر إلى موقع الجبل ليستمتع برحلة "سفاري" إلى بعض مرتفعات الجبل، والجلوس بعضاً من الوقت لمشاهدة "علوية" لواحة الأحساء الزراعية، مضيفاً أن الصعود إلى مرتفعات الجبل من خلال الدراجات النارية أكثر أماناً من السيارات ذات الدفع الرباعي، وأن مخاطر انزلاق الدرجة النارية أقل ضرراً من السيارات.

وذكر منصور البراهيم "هاوٍ" أن جولته في الجبل بالدراجات النارية لاستكشاف جمال واحة الأحساء الزراعية إذ إنها وجهة سياحية وتعمل حالياً أمانة الأحساء على إنشاء متنزه كبير في المنطقة للإستفادة منه كموقع سياحي وترفيهي، بجانب التقليل من الضغط النفسي المصاحب للصيام وانتظار موعد الإفطار بعيداً عن مضايقات الآخرين دون أن يشعر بالتعب أو الجوع.

وأكد محمد البراهيم أنه يستأجر دراجة ليمارس هذه الهواية منذ خمس سنوات بشكل متواصل خلال شهر رمضان وفي فصل الشتاء مع عدد كبير من أصدقائه، لافتاً إلى أن ارتفاع سعر استئجارها بـ 80 ريالا للساعة لا يمنعه من ممارستها، ويعتزم في الأيام المقبلة شراء دراجة نارية لممارسة هوايته بدلاً من دفع رسوم الإيجار والاستفادة من تأجيرها، مقترحاً على المؤجرين لتلك الدراجات توفير خوذ لإرتدائها أثناء القيادة، وضبط سرعة الدراجة " تقنين أداء المحرك بسرعة منخفضة" منعاً لتهور بعضهم وكذلك منع القيام بالاستعراضات الخطيرة، وتوفير حقيبة إسعافية لدى كل المؤجرين.

وأضاف أن موقع جبل الشعبة في كل عام يتحول خلال ساعات النهار في شهر رمضان إلى ما يشبه خلية النحل، حيث يحتشد المئات من الشباب بدراجاتهم النارية الرباعية "التي يمتلكونها أو المؤجرة" يمارسون هواياتهم، إذ إن رماله أكثر تماسكاً ما يجعل الدراجات تنزلق في سلاسة أكثر، ويحقق أكبر قدر من المتعة للشباب الهواة، لا يشعر بها إلا من يمارسها -على حد قوله-، لافتاً إلى أن معظم مرتادي هذه الهوية لا يدخلون في سباقات بل استعراضات في الصعود والنزول دون مغامرة مع حرص الجميع على التقيد بإجراءات السلامة حفاظاً على صحته أولاً وصحة الآخرين.