إن فكرة اجتماع الأسرة الواحدة مرة على أقل تقدير في كل عام فكرة رائدة، يستطيع المرء أن يتعرف على أفراد الأسرة، وكذا بعضهم على بعض، وفيه تواصل للرحم، وتقوى به الصلات، وهدف الفكرة هو لمّ أبناء العائلة الكبيرة التي أصبحت تعيش في أماكن متفرقة من وطننا الكبير،المملكة العربية السعودية.
يقول العم محمد بن علي آل فايع عائلتي مثلاً ينتشر أبناؤها في مدن عدة بالمملكة، هنا في سراة عبيدة يعيش البعض، ولقد رأى القائمون على الاجتماع من البداية أن الأبناء يتفرقون ويتزوجون وينجبون ويموتون دون أن يروا بعضهم ودون أن يتعارف أبناؤهم على بعض، فكان الاجتماع العائلي السنوي الذي يوجه الدعوة لأبناء العائلة من الرجال والنساء في إحدى الاستراحات لأن البيوت الخاصة لم تعد تستوعب تلك الأعداد المتزايدة كل عام.
يشير عبدالله بن يحيى القحطاني إلى أنهم يضعون برنامجاً لوقت اللقاء، تتخلله فقرات ترفيهية كالمسابقات والألعاب الخفيفة المسلية، مع توزيع جوائز على الفائزين، كما نحرص في الاجتماع على نبذ التعصب، سواء للأسرة أو للقبيلة، وأن تكون المناسبة فرصة سانحة للمّ الشمل والجمع والعضد، وهذا شعور قد ينتاب المربي عندما يسمع تلك الفكرة ويتمنى أن يكون واحداً من هؤلاء الذين يجتمعون تحت سقف واحد ولو كان ليوم واحد في العام.
يقول عبدالله محمد آل فايع: شكّل المسؤلون عن فكرة الاجتماع السنوي العائلي (لجنة تنسيق)، تتولى الاستئجار وترتيب وجبة الإفطار التي عادة ما تجهز في منازل المقيمين في المحافظة، أما وجبة العشاء وهي بعد منتصف الليل فتسند إلى لجنة الإعاشة، ولا يهمنا ما هي بقدر ما يهمنا الاجتماع الأسري بحد ذاته، ولقد كان الاجتماع منظماً للغاية، واتفقنا أن يدفع كل واحد منا نصيبه من التكاليف وأجمل ما في الموضوع، أن المنظمين للاجتماع متطوعون ولكنه كان على أعلى مستوى من الترتيب والأداء.
فهد بن عبدالله القحطاني يقول: سعادتي لا توصف أن ألتقي بأبناء عمومتي، هذا المساء، إنه أسعد يوم في حياتي أن أرى ابن العم وقد رُزق بابن أو بنت، نحرص على أن نوثق هذا اللقاء بالصور والفيديو، على أن نوافي كل واحد ممن حضر أو لم يحضر، وهو من العائلة الواحدة، بنسخة من شريط الاجتماع بعد تنقيحه وعمل المونتاج اللازم له.
عادل بن محمد البشري يؤكد أن البرنامج معد سلفاً وفيه فقرة للتعارف (بحماس يستمر حديث أبو محمد) ويقول مبتسماً: الحفل الختامي كان أهم مظاهر اجتماعنا حيث سمعنا الآباء والأجداد يخطبون والشعراء يعبرون عما يجيش بهم من عواطف ولقد سعدت جداً بتعرفي على الحضور فوجدتهم من خيرة الرجال، سنكرر المناسبة، وأتمنى أن تكون نصف سنوية.