كشف الناطق الرسمي لشرطة جدة المكلف الملازم نواف البوق عن تنفيذ شرطة جدة لعدة حملات في مواقع متعددة من المحافظة وأوقات مختلفة استهدفت أوكاراً لعصابات تم رصد تحركاتها مسبقاً بأحياء متعددة من المحافظة. وأكد أن شرطة جدة قد تلقت بلاغات من مواطنين على هاتفها المجاني رقم (6425550) حول الاشتباه في مواقع وأشخاص، وعلى إثرها جرى عمل التحريات اللازمة للتأكد من مدى صحة تلك البلاغات التي تمت معالجتها ضمن الحملات الميدانية الأسبوعية بواقع خطط عمل اشتملت على عمليات دهم ونقاط تفتيش، وقد تنوعت القضايا المضبوطة ما بين سرقات وترويج وتصنيع للمسكر وخطف حقائب نسائية وسرقة سيارات ونصب واحتيال وتستر تجاري على عمالة وافدة وفتح محلات من غير تراخيص وإخلال بالآداب العامة وملاحظات متنوعة أخرى اشتملت على ( باعة متجولين – تسول – غسالي سيارات – ومخالفات مرورية )، وتم اتخاذ اللازم حيال المقبوض عليهم بإحالتهم إلى جهات الاختصاص والتحقيق لاستكمال الإجراءات حيال توجيه الاتهام إليهم.

وكان إجمالي المقبوض عليهم 7709 في حملات شرطة جدة خلال ثلاثة أشهر. عدد المقبوض عليهم في قضايا جنائية 125 شخصا ما بين مطلوبين في قضايا ومرتكبي حوادث جنائية. ومجموع المقبوض عليهم بتهمة مخالفة نظام الإقامة 6412. ومجموع المقبوض عليهم من المتسولين 1047 ما بين رجال ونساء وأطفال بلغ عدد النساء فيهم 675 امرأة وعدد الأطفال 372 طفلا جميعهم أجانب من جنسيات متعددة.

وذكر الملازم نواف في هذا الجانب أن الشرطة عمدت إلى رصد العديد من المواقع التي يقطن فيها المتسولون بعد مراقبتهم عند الإشارات والمواقع التجارية بشكل سري ليتم دهمهم تحسباً لما قد يحدث من عواقب أثناء ضبطهم في الشوارع من تعطيل للسير وكذلك تعريض الأرواح للخطر.

فيما بلغ مجموع المقبوض عليهم من الباعة المتجولين 125. وجرى تحريز ما تم ضبطه مع الأشخاص من مسروقات وأدوات استخدمت في جرائمهم تمهيداً لعرضها برفق المتهمين على جهات التحقيق.

ويرى مدير عام الشؤون الاجتماعية لمنطقة مكة المكرمة عبدالله آل طاوي أن التسول وسيلة ممقوتة وغير مشروعة لكسب الرزق وسعت المملكة للقضاء على هذه الظاهرة بعمل مسوح ودراسات علمية وأشارت الإحصائيات لآخر ثمان سنوات مضت إلى أن نسبة عالية من المتسولين المقبوض عليهم هم من الأجانب إذ تتراوح نسبة السعوديين من المتسولين بين 13 :21% بينما تتراوح نسبة الأجانب من المتسولين بين 78:87%، وأفاد أن صور التسول وأشكاله تزداد في مواسم الحج والعمرة وتنتشر في المناطق التي يرتادها الزائرون فضلا عن أنهم يضاعفون نشاطاتهم للتسول في شهر رمضان. وأضاف تدرس لجان المكافحة التابعة للشؤون حالة الأسرة للطفل السعودي المتسول وتقدم له الخدمات اللازمة عاجلا وهناك توجيهات من أمير المنطقة بتقديم الخدمة لهؤلاء الأطفال المتخلفين عن الدارسة ويؤخذ تعهد على ولي الطفل برعاية طفله وعدم إهماله وإلا سيعرض نفسه للمساءلة القانونية. وأشار إلى أن وزارة الشؤون وفرت 8 مكاتب في مختلف مناطق المملكة إضافة إلى 3 دور إيوائية في مكة والطائف وجدة أسهمت في معالجة الكثير من حالات المتسولين.

من جهته قال مدير مكتب مكافحة التسول بفرع وزارة الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة سعد الشهراني: تشارك المكافحة شرطة جدة والجوازات وهيئة الأمر بالمعروف وفرق من المجاهدين والمرور في جولات يومية للقبض على المتسولين. وأوضح الشهراني أن الهيئة تمت مشاركتها مؤخرا ضمن لجنة مكافحة التسول، وقال تعتبر منطقة جدة ومكة المكرمة أكثر المناطق التي يوجد فيها متسولون. وقال يتم تحويل جميع المتسولين من المقبوض عليهم إلى أقسام الشرطة وذلك بهدف التحقيق معهم لإمكانية التبليغ عن العصابات التي تستغلهم في التسول. وأفاد بأنه كان من بين المقبوض عليهم رجل مسن كان يمارس التسول وبحوزته مبلغ يتجاوز 72 ألف ريال. وتفرز الحملة المقبوض عليهم لإعداد بحث اجتماعي للسعوديين لمعرفة أسباب تسولهم وتحويلهم إلى مكاتب الضمان وتسليم باقي المخالفين لإدارة الوافدين ومن ثم تحويلهم للترحيل. أما الأطفال فيرحلون لمكتب المكافحة الذي يتبع إدارة الجوازات بعد أخذ صور فوتوجرافية لهم. وأفاد غالبا ما يصرح الطفل الوافد بأسماء خاطئة ويعود المقبوض عليهم كثيرا لممارسة التسول مرة أخرى. وفي إحدى الحالات تظاهر طفل بأنه أعمى وعند القبض عليه اتضح أنه سليم ومتعاف ويتصنع العمى. وقال كثيرا ما تستخدم عصابات التسول خططا للهرب وهناك قائد لكل مجموعة يقف بعيدا ليرقب سير العمل. واتضح أن هناك حالات تهوى التسول.

وأوضحت رئيسة القسم النسائي لمركز إيواء المتسولين بجدة خريفة عيسى أن جميع الأطفال بالمركز وافدون، ويؤوي المركز عددا من الأطفال المحولين من الشؤون الاجتماعية وأكثر الجنسيات التي ترد للمركز هي النيجيرية. وقالت لدينا طفل مصري فقدت والدته وعاش مع عائلة سودانية حتى سلمته لإمام مسجد.

وقالت الأخصائية النفسية بمركز الإيواء ريم الدويري إن الأطفال المهربين من اليمن يتعرضون للجوع والبرد والخوف وكثيرا ما يروي الأطفال قصصا صعبة التصديق. وبينت أن بعض الأسر تقنع أبناءها بالتسول وتبرر هذا بأنه سيصبح غنيا في المستقبل، وهذا ما يدفع أكثر الصغار للاستمرار في التسول، وتقول الدويري يمارس الأطفال التسول ويستغلون في عمليات سرقة ويدفعه ذلك للانحراف ويمثل استغلال الأطفال المعاقين من ذوي العاهات والتشوهات الجسمية الصورة الأكبر لاستدرار عطف المحسنين.

وأحد الأمثلة "عفراء" فتاة أفغانية "خمسة أعوام" عندما سألناها ما دفعك للتسول في ساعة متأخرة من الليل؟ أجابت "شقيقي الأكبر (8 سنوات) يجلس على الطريق المقابل يرقبني ويحميني ودفعنا أبي للتسول بعد مرض أمي إثر ولادتها الأخ العاشر في عائلتنا.

ويقول عضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة والمحكم القضائي المعتمد بوزارة العدل وأستاذ السياسة الشرعية بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور حسن صفر: المقتضى الشرعي يتطلب استدعاء أولياء هؤلاء الأبناء وأخذ تعهدات عليهم بحمايتهم والحفاظ على آدمية أطفالهم. وتابع كم من الفقراء والمحتاجين متعفف عن السؤال وفي هذا معنى كبير لأولى الألباب.