تسارعت التطورات الميدانية على الساحة السورية، إذ توزعت المعارك بين الجيش النظامي والمعارضة بين حلب واللاذقية ودير الزور، وكذلك وسط دمشق في أحياء السيدة زينب والقدم والعسالي، وهي مناطق ملاصقة لمخيم اليرموك الفلسطيني، فضلا عن ريف دمشق.

وأفادت مصادر أمنية أمس بأن القوات النظامية تستعد لشن هجوم مضاد وشيك على حلب لاستعادة الأحياء التي يسيطر عليها المعارضون، محذرة من ارتكاب مذبحة في المدينة.

أما رئيس المجلس العسكري لمحافظة حلب التابع للجيش السوري الحر العقيد عبدالجبار العكيدي، فتوقع "هجوما كبيرا في أي لحظة، ولا سيما في المناطق الجنوبية والشرقية والغربية الواقعة على الأطراف"، بعد وصول تعزيزات لقوات النظام إلى حلب.

في غضون ذلك، بدأت في الدوحة أمس أعمال اجتماع الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري برئاسة عبد الباسط سيدا بحضور أكثر من 40 عضوا وقياديا بالمجلس، لمناقشة آلية الحكومة الانتقالية، واستيعاب قوى معارضة وإعادة هيكلة المجلس وتفعيل مؤسساته.

 




تتحسب مدينة حلب شمال سورية لهجوم كبير من كتائب بشار الأسد، فيما حض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المجتمع الدولي لوقف "المذبحة" في سورية. وأفاد مصدر أمني أن تعزيزات من القوات الخاصة وصلت من الجهة الشرقية للمدينة، بالإضافة إلى وصول قوات أخرى ستشارك في هجوم مضاد شامل اليوم أو غدا على حلب.

وقال رئيس المجلس العسكري لمحافظة حلب التابع للجيش الحر العقيد عبدالجبار العكيدي في اتصال عبر سكايب "وصلت تعزيزات عسكرية إلى حلب، ونتوقع هجوما كبيرا في أي لحظة، لا سيما في المناطق الجنوبية والشرقية والغربية الواقعة على الأطراف". وأشار إلى أن حوالي 100 دبابة وعددا كبيرا من الآليات التابعة لقوات النظام وصلت إلى حلب التي بدأت فيها الاشتباكات بين الطرفين قبل أسبوع. وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن بدوره في اتصال هاتفي "أن التعزيزات العسكرية لقوات النظام لا تزال تتوافد إلى حلب". وأشار إلى أن قافلة مؤلفة من دبابات ومدرعات وشاحنات عسكرية لنقل الجنود وغيرها من الآليات كانت قادمة من معسكر النيرب في إدلب باتجاه حلب، تعرضت ليلا لهجوم من الثوار تلتها اشتباكات.

وفي دمشق تسجل اشتباكات متقطعة في جيوب وحارات لجأ إليها المقاتلون. ووقعت اشتباكات استمرت لبعض الوقت في شارع 30 في مخيم اليرموك في جنوب العاصمة مما تسبب في مقتل شخصين وإصابة أكثر من عشرة آخرين بجروح. وقال ناشط يقدم نفسه باسم أبو قيس الشامي في اتصال عبر سكايب من حي التضامن إن هناك "قصفا على أحياء التضامن والحجر الأسود ومخيم فلسطين التي تشكل المنطقة الجنوبية من العاصمة، مشيرا إلى سقوط قتلى، وأن الجرحى بالعشرات". وذكر أن "اشتباكات عنيفة مستمرة في حي الحجر الأسود" حيث أفاد المرصد عن "محاصرة للحي من القوات النظامية من محاور عدة ومشاركة للمروحيات في القصف". وقال أبو قيس إن حي التضامن "خلا من سكانه تماما، وإن الجيش الحر موجود فيه للرد على أي اعتداء أو هجوم" من قوات النظام. وشهدت مدينة داريا في ضاحية دمشق الجنوبية اشتباكات أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص أمس، بحسب المرصد الذي أشار إلى محاولة لقوات النظام للسيطرة على المدينة التي يتواجد فيها عدد كبير من مسلحي المعارضة.

وفي محافظة دير الزور قتل مواطنان أحدهما برصاص قناص عند دوار التموين في مدينة دير الزور، وآخر في مدينة الميادين برصاص حاجز أمني. وفي حماة قتل مواطنان إثر إطلاق رصاص على سيارتهما في حي القصور بعد منتصف ليل أول من أمس. وقتل شاب إثر إصابته برصاص قناص فجرا في حي طريق حلب.

إلى ذلك أقر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس بأن المنظمة الدولية لم تتمكن من الحيلولة دون الإبادة المرتكبة في سربرينيتشا في البوسنة عام 1995، وحض المجتمع الدولي على استخلاص الدورس من ذلك لوقف "المذبحة" في سورية. وقال للصحفيين بعد لقائه في سربرينيتشا ناجين وأرامل الضحايا الغاضبين من الأمم المتحدة "الآن وقد تعلمنا رسالة سربرينيتشا علينا القيام بكل شيء لوضع حد للمذبحة في سورية". وأضاف في خطاب أمام البرلمان البوسني "لهذا السبب أطلق من قلب البوسنة والهرسك نداء إلى العالم: لا تتأخر أكثر! توحدوا! تحركوا! تحركوا لوقف المجزرة في سورية".