رغم بعد المسافة، إلا أن هناك مواطنين سوريين في الخارج لا يزالون يرفضون الظهور الإعلامي خوفا من استهداف الشبيحة لهم بطريقة غير مباشرة عبر استقصاد عائلاتهم في الداخل.

حملة التبرعات التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وتختتم أعمالها اليوم، كشفت عن حالات لمواطنين سوريين يرفضون أن يتم تصويرهم أو إظهارهم بوسائل الإعلام، والسبب في ذلك هم "الشبيحة".

أحد هؤلاء التقت به "الوطن" خلال قدومه للتبرع مع أسرته، غير أنه رفض التصوير متخوفا على نفسه وأبنائه مما قد يحدث له من النظام السوري، وكان يحرص على كل من يحمل الكاميرا ألا يظهره على شاشات التلفزيون أو على صفحات الجرائد.

اشترط المواطن السوري للحديث لـ"الوطن" عدم ذكر اسمه أو نشر صورته، وقال إن سبب تخوفه من الظهور عبر وسائل الإعلام بسبب شبح بشار الأسد الذي يطارده هو وأسرته حتى وهو في مأمن منه داخل الأراضي السعودية، مبينا أن القتل والعمليات الإرهابية والتدمير الذي يحدث في مدن سورية وترهيب سكانها وتشريدهم أحد أهم الأسباب الكافية التي تمنعه من الظهور.

وأضاف أنه لا يستبعد من النظام السوري أن يقوم بأي عمل لترهيب شعبه وممارسة سطوته، فقد مارس كافة أصناف التعذيب والقمع حتى وصل به الأمر إلى تعذيب الأطفال قبل قتلهم أمام أعين والديهم وإطلاق الصواريخ الكيماوية، وبعد كل هذه الممارسات التي فعلها نظامه والخوف والقلق الذي زرعه في نفوسهم، وهو ما يجعله أن يبتعد قدر المستطاع عن أي ظهور، واستطرد قائلا نظام بشار أشبه بالعصابات التي ليس لها دين أو ملة والتي بإمكانها ارتكاب أي عمل إجرامي في أي بقعة على وجه المستديرة في أي لحظه لتحقيق أهدافهم الدنيئة.

وعن حملة التبرعات التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين لنصرة الشعب السوري، قال المواطن السوري إن هذا شهر كريم والدعاء فيه مجاب والتبرعات لأشقائه في سورية الجريحة جاءت لانتشالهم من الدمار الذي لحق بهم، مضيفا بأنه حرص على القدوم هو وزوجته وأبناؤه للتبرع بما تجود به أنفسهم لأبناء شعبه ولتعليم أبنائه أن الإسلام هو ألفة وتراحم، وأشار إلى أنه منذ سماع أمر الملك عبدالله بإنشاء صناديق التبرعات وهو لا يعلم ماذا يمكن أن يقدم هو وأسرته للتبرع لأشقائهم في سورية.

وفي نفس السياق تساءل المواطن السوري عن بعض الأشقاء في البلدان العربية الذين لم يواسوهم في محنتهم حتى ولو باتصال فقط وليس تبرعا، مستغربا تلك القسوة، وقال نحن قبل أن نحمل الجنسيات نحن مسلمون يربطنا دين واحد ورب واحد.

وتمنى أن تصل التبرعات التي أمر بها الملك عبدالله في أقرب وقت ممكن لكي يتسنى لأبناء شعبه الاستفادة منها، خصوصا في هذا الشهر الفضيل.