في الوقت الذي يتسابق فيه المحسنون والميسورون من أبناء الوطن في نصب الخيام وتجهيز المواقع لإفطار الصائمين خلال شهر رمضان المبارك في شوارع وأحياء محافظة الطائف يرقب الأطفال ذلك العمل عن قرب ويتشربون حب العمل التطوعي.
التقت "الوطن" خلال جولة لها محمد السفياني، أحد القائمين على إحدى الخيام الرمضانية، حيث أشار إلى أنه يحرص من خلال التعاون مع أبناء الحي سنويا على إحياء ذلك المشروع الخيري. وأوضح أنهم يبغون من ورائه مرضاة الله، حيث يتخذون منه صدقة على أقاربهم وذويهم، لافتا إلى أنه يلتف هو وأبناء الحي وشبابه كل عام حول ذلك المشروع ويتفانون من أجل إنجاحه وتميزه عامـا بعد عـام.
وأضاف أنه على الرغم من أنه يعد عملا تطوعيا من الدرجة الأولى إلا أنه يعكس التكافل الاجتماعي ويعتبر درسا عمليا للنشء لتعويدهم على العطاء، مضيفا: "نطلب منهم المشاركة بأعمال تتناسب مع أعمارهم".
من جانبهما، يؤكد صالح باسالم وعمار الـحارثي أنهما يجدان متعة كبيرة أثناء تقديمهما وجبات إفطـار للصائمين، مشيرين إلى أن الوجبات تتكون من التمور والألبان والأرز والسمبوسك والحلويات.
ولفتـا إلى مشـاركة بنـاتهما في إعداد تلك الوجبات في المنازل، حبا في كسب الأجر ورغبة في العمل في شهر العمل، مضيفين: "ذلك مدعاة للتفكير بأهمية العمل ومساعدة الفقير والمسكين، كما أننا نهتم بجودة الأطعمة واختلافها على المائدة". فيما يرى عبد السلام السالمي، أحد المشاركين في الخيام، أنها من أجمل صور التلاحم والترابط والتوثيق لعرى الأخوة الإسلامية التي وصانا بها ديننا الحنيف، مشيرا إلى أن الأطفال والشباب يشاركون في تلك الخيام، مؤكدا أن ذلك يغرس في نفوسهم حب العمل التطوعي.