اعتادت بعض الأسر الاحتفال بختان الطفل في سن العاشرة باحتفالية خاصة يمتزج فيها الرقص الشعبي التقليدي بالغناء القديم، ويعتبر ذلك امتدادا لعادة شعبية، حيث تعتبر هذه المناسبة إيذانا بدخول الطفل إلى عالم الرجولة.

يقول موسى إسماعيل الحارثي بمركز عتود في محافظة الدرب بمنطقة جازان "احتفلنا بختان طفلنا إبراهيم الحدري البالغ من العمر 10 سنوات، وذلك من خلال احتفالية خاصة في الملعب الرياضي"، مشيرا إلى أن ذلك تم إحياءً لتراث قديم للاحتفال بختان الأطفال.

وأضاف أن "الأقارب والأصدقاء حرصوا على مشاركة الأسرة فرحتها بختان ابنها الوحيد، وأخرجت أم الطفل 3 رؤوس من الغنم صدقة، وأخرج أخي إبراهيم 3 رؤوس أيضا، بالإضافة إلى إحياء السمرة "الرقص الشعبي" في الملعب الرياضي بعتود".

وأوضح الحارثي "حضر عدد كبير من المدعوين من الشباب بمختلف الأعمار، وكذلك كبار السن، وكذلك مجموعة من الشعراء وفرقتان للزلاف "الطبول"، بالإضافة إلى الآلات الموسيقية، وبدأت السمرة بعد تناول وجبة الصدقة.

أحمد حسن مطمي، في العقد الخامس من العمر، حرص على حضور السمرة، والمشاركة في تقديم مختلف الألوان الشعبية، يقول "كان آباؤنا وأجدادنا يختنون أبناءهم بعد بلوغهم سن العاشرة من العمر، ويعلنون ذلك بإقامة سمرة للرقصات الشعبية يشارك فيها الجميع، بالإضافة إلى رقصة العرضة بعد صلاة العصر، وذلك في يوم يطلقون عليه "يوم الهود" وهو اسم يطلق على مناسبة الاحتفال بالختان، ويجلس الطفل المختون مزينا بالفل الجازاني متوسطا الراقصين والشعراء الذين يلقون قصائد شعبية بهذه المناسبة".

وأضاف أن الاحتفال بختان الأبناء بدأ في التراجع منذ 20 سنة، بعد انتشار المدارس وتعلم الأطفال، إضافة إلى انتشار المستشفيات والمراكز الصحية التي سهلت إجراء عمليات الختان لأبنائهم بكل يسر وسهولة في خلال الشهور الأولى من عمر الطفل، وهنا أصبح المواطنون يكتفون بتوزيع الصدقة بهذه المناسبة.

من جانبه بين اختصاصي المسالك البولية بمستشفى الدرب العام أن أفضل وقت لختان الأطفال بعد السنة الأولى من أعمارهم، مشيرا إلى أهمية إجراء هذه العملية في غرفة تحتوي على آلات وأدوات معقمة حفاظا على صحة الطفل من انتقال الأمراض.

وأضاف أن عملية الختان تبدأ بإجراء تحليل لنسبة تجلط الدم، ثم عمل التخدير الموضعي، وتتم في مدة زمنية تتراوح بين 15 إلى 30 دقيقة، بعدها يظل الطفل لبضع دقائق في الملاحظة للتأكد من عدم وجود نزيف، مشيرا إلى أنه من الخطأ الكبير إجراء عملية ختان الأطفال في المنازل، أو في أماكن غير معقمة.